أضف هذا الموضوع على مواقع أخرى
2010/8/28 الساعة 23:16 بتوقيت مكّة المكرّمة
تكافح فرق الانقاذ الباكستانية والدولية لمحاولة انقاذ مدينة ثاتا التي أخليت بشكل شبه كامل من سكانها بسبب الخشية من انهيار السد الرئيسي الذي يحميها بعد ان فتحت المياه ثغرة فيهتبلغ نحو 20 مترا.
وقد فر مئات الآلاف من الاشخاص من قرى ومدن جنوب باكستان بسبب فيضان نهر السند الذي يكسر السدود بعد شهر من بداية الفيضانات المدمرة ادت الى نزوح وتشريد الملايين.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة إرسال عشرين طائرة هليكوبتر إضافية إلى باكستان للمساعدة فى جهود الإغاثة.
وستنضم الطائرات الجديدة إلى أسطول من خمس عشرة طائرة وثلاث طائرات نقل أمريكية تعمل هناك بالفعل.
كما كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أن مجموع المساعدات التي قررت تقديمها لباكستان إثر الفيضانات ارتفع إلى 200 مليون دولار بعدما قررت واشنطن تحويل 50 مليون دولار من المساعدات الطويلة الاجل التي كانت مقررة لهذا البلد الى مساعدات فورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي ان "هذا المبلغ الجديد وقدره 50 مليون دولار يأتي من اموال تم تحويلها" من حزمة مساعدات لتنمية باكستان على المدى الطويل اقرها الكونجرس في سبتمبر/ ايلول 2009.
وأوضح أن الـ50 مليونا الجديدة ستخصص لمساعدة المنكوبين عندما تنحسر المياه.
في غضون ذلك قال مدير عمليات الانقاذ في ولاية السند غلام علي باشا إن "سبعة ملايين شخص نزحوا من ولاية السند وحدها" منذ بداية أغسطس / آب الجاري بينهم مليون شخص غادروا بيوتهم في اليومين الماضيين.
وأضاف باشا أن "حجم الكارثة كبير إلى درجة أن الحكومة لا تستطيع مواجهتها بمفردها ونحن بحاجة إلى المساعدة الدولية.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية انه بعد شهر على بدء الفيضانات "تغطي المياه مناطق جديدة ونقدر عدد الذين نزحوا في اليومين الماضيين بمليون شخص".
وتجدر الاشارة الى ان آلاف القرى والبلدات وحتى المدن اخليت من سكانها في وادي السند وهي المنطقة الخصبة جدا والمكتظة بالسكان.
وافاد بيان للامم المتحدة ان "نهر السند زاد بمقدار اربعين مرة عن حجمه الطبيعي وبلغ ذروة فيضانه في ثاتا حاليا".
من جهة اخرى، عبرت وكالات الاغاثة الدولية عن قلقها حيال خطر تعرض الاطفال لامراض، اذ قال مدير مكتب تنسيق الامم المتحدة لباكستان مايتن مونغواجا: "اذا لم يتم تدارك الامر فان نحو 72 الف طفل يعانون سوء التغذية في المناطق المنكوبة وهم فعلا مهددون بالموت".
كما اعرب صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن مخاوفه من "التداعيات القاتلة للامراض المنقولة بواسطة المياه بما فيها الاسهال وفقدان السوائل وسوء التغذية".
وكان الاقتصاد الباكستان يعاني من الضعف حتى قبل الفيضانات التي خفضت من توقعات النمو للسنة المالية الحالية من 4.5 في المئة الى ما بين صفر وثلاثة بالمئة.
وقال برنامج الغذاء العالمي ان الفيضانات دمرت ما لا يقل عن 7.9 مليون فدان تمثل نحو 14 في المئة من اجمالي مساحة الاراضي المزروعة في باكستان.
وقدرت قيمة الخسائر الاجمالية للمحاصيل حتى الآن بنحو 2.86 مليار دولار.
وفي مجال آخر، تمثل الفيضانات مشكلة اخرى كبيرة للحكومة التي اتت الى السلطة بعد انتخابات 2008 لتستعيد الحكم المدني بعد نحو عشر سنوات من الحكم العسكري.
وبالاضافة الى تصديها للمشاكل الاقتصادية تلاقي الحكومة صعوبة في وقف عنف المتشددين الاسلاميين.
وقال متحدث عسكري ان متشددين كان يجري استجوابهم في مبنى وكالة امنية بمدينة بيشاور بشمال غرب باكستان تغلبوا في وقت مبكر من صباح يوم السبت على حارسين واحتجزوهما رهينتين.
واستسلم المتشددون لاحقا واطلق سراح الحارسين. وقال المتحدث انه لم تقع خسائر.
ولم تشهد بيشاور المدينة الرئيسية في شمال غرب باكستان والتي تعرضت لهجمات عديدة للمتشددين فيضانات وانما سيول الحقت اضرارا شديدة بمناطق في الشمال الغربي.