ahmed
عدد المساهمات : 142 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: العائلات المعدمة في بغداد :قسوة الحياة سلبتها لذة العيش الجمعة مارس 04, 2011 12:41 pm | |
|
بغداد- بغداد بوست يبحث مصطفى بين أكوام النفايات عن بقايا الطعام والملابس، ويلجأ في أحيان كثيرة إلى التسول عند تقاطعات الطرق مع شقيقه الأصغر حسام لجمع بعض المال وشراء بعض الطعام والعودة به الى المنزل.مصطفى الذي يعيش في منزل صغير وسط معسكر الرشيد في بغداد منذ اكثر من عامين فقد والده في حادث مفاجئ، فزجت به والدته في العمل لكن بنيته الضعيفة لا تؤهله لذلك، فلجأ إلى التسول، مع مجموعة من أصدقائه الذين اتخذوا التسول وجمع العلب الفارغة مهنة يعتاشون منها.ويقول الطفل الذي نطق الكلمات بطريقة أضحكت رفاقه الصغار الذين تجمعوا حوله وبدت عليه علامات التردد والخجل لوكالة "بغداد بوست" انه لم يستحم منذ أسبوع بسبب البرد وعدم وجود حمام في منزله.وبدت طبقات الأوساخ المتراكمة على كفي الطفل وقدميه دليلا على صدق كلامه، فالحمام الصغير المشيد تحت الجسر القريب لا يشبه الحمامات المنزلية في شيئ ،فالدخول الى ذلك الحمام الصغير ذو الارضية المتعفنة والجدران الخشبية المتهرئة لا يبدو امراً سهلاً في الشتاء.عائلة مصطفى ليست العائلة الوحيدة التي تسكن المكان فهناك عائلات اخرى تعيش في منازل متناثرة قريبة جميعها تستخدم الحمام والمرحاض ذاته تحت الجسر السريع ،وتشترك غالبية تلك العائلات بانها لا تملك قوت يومها وأنها تدفع أطفالها إلى التسول، فيما يخرج بعض الأهالي برفقة الأولاد للإشراف على عملهم والعودة في نهاية النهار.وتقول احدى النساء التي تسكن مع ولديها وزوجها تحت الجسر ذاته لوكالة "بغداد بوست" أن النساء والأطفال يجمعون الحطب ويستخدمونه في التدفئة داخل المنازل الصغيرة بسبب ارتفاع أسعار الوقود وعدم قدرتهم على شرائه.فالأوضاع الصعبة التي تعيشها مثل هذه العائلات المعدمة لا تكاد تنتهي بانعدام الخدمات بشكل كلي واضطرارهم إلى جلب الماء من مناطق بعيدة في عربات خاصة من المناطق القريبة. وتزداد هذه الظروف صعوبة سوءا في منتصف فصلي الصيف والشتاء، حيث ترتفع درجات الحرارة وتنخفض إلى أقصى معدلاتها، وتنهمر أمطار غزيرة تغمر بعض المنازل. وتقول أحلام سلمان التي انشغلت لأكثر من ساعة في غسل ملابس أطفالها وتعليقها على حبل صغير يربط بين منزلين متقاربين لوكالة "بغداد بوست" انها وعائلتها تأقلمت على العيش في هذا المكان لانها لم تجد بديلاً آخر يحميها من التشرد. وتشير الأحصائيات الأخيرة لمنظمات المجتمع المدني المهتمة بشؤون العائلات المعدمة الى وجود آلاف العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في محيط بغداد وبعض المناطق المهجورة وتحت الجسور،ويشيد بعضها مساكن متواضعة في بعض المناطق. والمشكلة الأكبر التي اشارت إليها تلك المنظمات هو تنامي ظاهرة الأمية بين تلك العائلات بسبب وضعها الأقتصادي السيئ الذي لايسمح لها بادخال اولادها الى المدارس الأمر الذي يدفها الى زجهم في سوق العمل بشكل مبكر. خ.ع | |
|