يوسف هاشم محمد نجم
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 29/09/2011
| موضوع: رسائل السلام الخميس سبتمبر 29, 2011 10:40 am | |
| لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً} سلسلة لسان العصر في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
رسائل السلام
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم تـنويه ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر : {الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهّار. ماذا نعني بتجمع العصر: الاسم: تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر. ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. والوعد كان قد جاء هكذا : {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا } [79 الإسراء] المرشد: هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة. عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. الأعضاء: هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن. المقر: في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة و في قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب. المركز الرئيسي: ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين. الدستور: هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر) وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية. شعار هذا التجمع: قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين : { لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة] آلية الدعوة: قول {الله} تبارك وتعالى:-
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [125 النحل] {اللهُ} جلّ جلاله وتباركت أسماؤه {إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [13 الأحقاف] {إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون} [30فُصّلت]
إهداء هذا الكتاب { بسم الله الرحمن الرحيم } {إن أصحاب الجنّة اليوم في شُغُلٍ فاكهون* هم وأزواجهم في ظُللٍ على الأرائك متكئون* لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون* سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم* [58 يس] نهدي هذا الكتاب إلى جميع البشر أبناء أبينا آدم عليه السلام . ونحن وقد وصلنا أخيراً إلى نهايات دورة الحياة البشرية التي استمرت حقباً من الزمان ليست قصيرة ، قد بلغ منّا تعب الترحال عبر القرون أيما مبلغ ، كلّت رواحلنا وانبهمت علينا السبل فطفقنا نلفُّ وندور في شِعب متاهة الحيرة . ننطلق من حيث وقفنا نقطع الأيام والليالي نجتهد في السير حتى إذ ظننا أن قد وصلنا إلى الميس في نهاية الطريق نُفاجأ بأننا قد بلغنا مكان انطلاقنا الأول واكتشفنا بأننا كنا وعلى مدى الأيام والليالي الطوال ، ندور في حلقة مفرقة . ولعل أن هذا الكتاب يكون بمثابة التبشير للإنسانية جمعاء بأن الإنسان ابن السلام عليه أبينا آدم هو الآن يمتخض داخل رحم البشرية .ولعل أن علامات هذا المخاض هو هذا الألم وهذا العنت وكل هذا العذاب الواقع علينا من الظواهر الطبيعية : أعاصير مدمرة تتسبب في حرائق جهنمية لا تبقي ولا تذر، زلازل بدرجات قصوى من مقياس رختر ، براكين تنفث الهول والخوف تقض مضاجع البشر وسونامي دمّر الأخضر واليابس وأباد كثيراً من البشر. ومن الظواهر الاجتماعية التي يتسبب فيها البشر بأنفسهم لأنفسهم : حروب تؤججها أبالسة الطمع والجشع والغيرة والحسد وعلى رأسهم الجهل المتطرف أسالت دماء أبرياء طاهرة فوق قارعة الطريق. هتكت الأعراض وأشاعت الخوف والفزع في قلوب الصغار والكبار ومن ثم فُقدت الثقة بين الناس، حتى أن أقرب الأقربين إليك يشك ولا يثق في نواياك مهما كانت دلائلها تنضح بالخير والمودة و المرحمة.
الـرســـائل
{ 1 } إلى عبد {الله} / أسامة بن لادن. السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته.
قال ربّي وربّكم {الله} تبارك وتعالى:
{ ألا إنّ لله ما في السّماوات والأرض ألا إنّ وعد الله حقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون * هو يحي ويميت وإليه ترجعون * يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظة مّن رّبّكم وشفاء لما في الصّدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مّمّا يجمعون } [58 يونس] صدق الله العظيم وقال ربّي وربّكم {الله} تبارك وتعالى العزيز الجبّار: { من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً ولقد جآءتهم رسلنا بالبيّنات ثمّ إنّ كثيراً مّنهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون } [32 المائدة] صدق الله العظيم وقال ربّي وربّكم {الله} سبحانه تقدست أسماؤه الرءوف الرحيم مالك الملك ذو الجلال والإكرام:
{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرّسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون * يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم مّن ضلّ إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبّئكم بما كنتم تعملون } [105 المائدة] صدق الله العظيم.
وقال ربّي وربّكم {الله} العالم المريد القادر بديع السّماوات والأرض الحي القيوم الّذي لا تأخذه سنة ولا نوم: { لا إكراه في الدين قد تبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256البقرة] صدق الله العظيم.
وقال ربّي وربّكم {الله} الّذي شهد أنه لا إله إلا هو الملك القدوس السّلام المؤمن المهيمن: { ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالّتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل] صدق الله العظيم.
وقال ربّي وربّكم {الله} الرحمن الرحيم السّميع العليم تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام: { واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون } [ 55 الزّمر] صدق الله العظيم . أما بعد فإني أحمد {الله} حمداً كثيراّ طيّبا مبارك فيه بإذنه جلّ وعلا. وأفضل الصّلاة وأتمّ التسليم من {الله} العزيز الحكيم على نبيّنا سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا وشفيعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم. و أدع {الله} السميع المجيب العليم لي ولكم ولسائر بني الإنسان أن يهدينا إلى سبل الرشاد وأن يكرمنا بكرمه فينصرنا بنصره ويفتح علينا من فتحه المبين فيدخلنا في دينه أفواجا. سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والرّوح سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والرّوح سُبّوح قدوس ربّ الملائكة والروح .
أبعث بكتابي هذا إليك وإلى من معك عسى أن يكون ذكرى للمؤمنين بإذنه سبحانه وتعالى.
{ يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الّذي نزّل على رسوله والكتاب الّذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالا بعيدا } [136 النساء]
ألا فأعلم ، هداني {الله} وإياكم بأن ما أنت عليه وكافة المؤمنين إنما هو: { الكتاب الذي أُنزل من قبل }
وهو ما قامت عليه شريعة أمّة المؤمنين. وأذكركم بقول النبي عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم: بعد أن غادر ذلك الرجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر مجلسه الشريف. قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم ) ولقد قام دين المؤمنين على أن يجاهدوا في سبيل {الله} بالسيف: { وأعدوا لهم مّا استطعتم مّن قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم } [60 الأنفال]
ولقد كان ذلك ما يقتضيه حكم الوقت آنذاك . فكان السيف كمشرط الطبيب الجراح : عمد إلى مواطن الداء فاستأصلها . فأخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور{الله} الوضّاح . أخمد الفتن وجمع الناس على حوض العلم السلسبيل المباح . وأفلح في إحياء الناس على دين {الله} الحق الصراح. ولكي نؤكد ما ذهبنا إليه بشأن الجهاد الأصغر انظروا إلى هذا التدرج في الحكمة الحكيمة التي سيّرت الأمر من طرف الغلظة والعنف إلى مدارج التسامح والمحبة : بداية الأمر للقتال كانت هكذا :
{ أذن للّذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير } [39 الحج]
وما جاء الأذن الحكيم بالقتال إلاّ بعد أن ثبتت العقيدة في قلوب المؤمنين واستعد المكان فيهم لتحمل ويلات القتال في سبيل عقيدتهم.
{ يا أيّها النبيّ حرّض المؤمنين علي القتال إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن مّنكم مّائة يغلبوا ألفاً من الّذين كفروا بأنّهم قوم لا يفقهون } [65 الأنفال] فهل لاحظ أحدكم هذه الحكمة الحكيمة ؟
عشرون يغلبوا مائتين. ومائة يغلبوا ألفاً. لماذا وكيف ؟ هؤلاء المائتين وأولئك الألف: هل كانوا ضعاف البأس في ميادين الوغى؟ لا و{الله} لم يكونوا ضعافا أو قليلي خبرة بفنون القتال ولم يكن ينقصهم السلاح البتّار وإنما كانوا : { بأنهم قوم لا يفقهون }
لقد أوضح لنا {الله} سبحانه وتعالى أن الضعف والخور وقلة الحيلة إنما سببها الجهل . انظر وتأمّل مرّة أخرى في هذا القول الصريح الواضح . وهل غلب المؤمن الواحد عشرة بقوّة ساعده وبسيفه البتار ؟ لا و{الله} إنما كانت له الغلبة بما وقر في قلبه من إيمان ب{الله} وتصديق ومحبة لرسول {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم.
النصر نتيجة و السبب : العلم والحكمة والإيمان. { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فخلوا سبيلهم إنّ الله غفور رحيم } [5 التوبة] أو ليس هذا قول صريح بأنه لم يكن أمام الّذين ليسوا على دين {الله} خيار عن الإيمان غير الموت في هذه المرحلة؟ أما من كانوا علي دين {الله} من أهل الكتاب من النصارى واليهود فقد كان الشأن معهم : إمّا أن يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
{ قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أُتوا الكتاب حتّى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } [29 التوبة]
ثمّ من بعد ذلك جاءت الحكمة الحكيمة لتدرّج الناس وتفهمهم بأن الجهاد الحق ليس بالقتل وإنما بالحياة , وأن الغرض منه ليس إبادة الناس وإنما إخراجهم من فتن الجهل إلي كرامة العلم وكرامة الحياة : { وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين } [193 البقرة]
{ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الّذين عاديتم مّنهم مّودّة والله قدير والله غفور رّحيم * لا ينهاكم الله عن الّذين لم يُقاتلوكم في الدّين ولم يُخرجوكم مّن دياركم أن تبرّوهم وتُقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين } [8 الممتحنة]
{ وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحب المعتدين } [190 البقرة].
وهكذا يُدرّج {الله} سبحانه وتعالى أمة المؤمنين ويهيّئهم للانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر . من الجهاد في سبيل {الله} إلى الجهاد في {الله} من دعوتهم وحثّهم لينصروا {الله} إلى تفهيمهم بأن {الله} غالب أمره وأنه هو الواحد القهّار. أما { الكتاب الّذي نزّل على رسوله } فهو كتاب دين أمّة المسلمين. وأولهم وعلى رأسهم محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم: { قل إنّني هداني ربّي إلى صراط مّستقيم دينا قيما مّلة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قل إنّ صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين } [163 الأنعام]
والجهاد في ووفق دين أمّة المسلمين هو جهاد في {الله}:
{ والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين } [69 العنكبوت] ألم يكن عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم يقول عقب الرجوع من الغزو:
( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس ) ألم يكن يقول: ( إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك )
هل عرف أحدكم أو قرأ أو نُقل إليه أن النبيّ محمد ابن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم؛ أنه شهر سيفه و قتل أحدا من الناس بيديه الشريفتين ؟! لا و{الله} لم يفعلها؛ ذلك لأنه صلى {الله} عليه وسلم هو أول المسلمين. و المسلمون إنما يجاهدون في {الله}. وعلى قمة وسائل هذا الجهاد المحبّة. وهل من سبيل إلى {الله} غير المحبة. وهل الهداية للمجاهدين في {الله} إلا لهم.
آليّة الجهاد في { الله }
{ قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } [31 آل عمران]
فعالية الجهاد في {الله}
هي الحكمة والموعظة الحسنة والدعوة بالّتي هي أحسن: { أدع إلي سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل] شعار الجهاد في {الله} : { لا إكراه في الدين قد تبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة] أو هل تعلم أنت أو يعلم أيّ واحد ممن تبعك علنا أو خفية أو أسرّها في نفسه ؛ هل تعلمون ماهية العروة الوثقى التي لا انفصام لها ؟ لا أتخيّل أنكم تعرفونها : فلو أنكم عرفتموها لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا.
إن ماهية العروة الوثقى التي لا انفصام لها هي : المحبــــــة. فالمحبة المحبة المحبة. فلولاها ما خلق {الله} تبارك وتعالى خلقا. ولولاها ما وسعت رحمته كلّ شيء . فاسمعوا وعوا لعلكم تعقلون . وأعلم هداني {الله} وإياكم إن ما أنتم عليه من فشل وخذلان في تحقيق أهداف الجهاد الأصغر: { وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدّين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين } [193 البقرة]
لهو آية من آيات {الله} الحكيم الخبير ينبئكم بأن حكم الوقت الحاضر سلاحه وقوته هو العلم، هو الحكمة ، هو الموعظة الحسنة التي تجيء بلسان الحال قبل أن تترجم بلسان المقال. وهو أولاً وأخيراً : المحبة. ألا فانظروا ما يحيق بالناس من عذاب مصداقاً لقول{الله} الحكيم الخبير:
{ و اتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون } [55 الزمر]
ألا يا دعاة الجهاد بأسلحة الدمار : يتّمتم وقتلتم الأطفال الأبرياء. وقتلتم ورمّلتم النساء وزرعتم الخوف والهلع في قلوب الرجال. ألا فانظروا إلى الفتنة التي تسببتم بها جاءت كقطع الليل المظلم فألهبت العداوة والبغضاء بين الناس . وانظروا إلى أي حضيض انهارت إليه أمّتكم. وانظروا إلي ما أوصلتم إليه دين {الله} الإسلام بأن يوصف بأنه دين الإرهاب. وإلى ما تسببتم به من سبّ لنبيّكم الكريم على ملأ من العالمين. ألا يا أيّها المؤمنون دعاة الجهاد في سبيل {الله} بأسلحة الدمار هل منكم من رجل رشيد يجيب على هذا السؤال : ماذا تبغون من وراء كل هذا؟! أن تقيموا دولة على أسس قامت عليها دولة الإيمان قبل أربعة عشر قرناً من الزمان ؟!!
أن تحكموا بقتل كلّ من هو علي غير دينكم ؟!! أن تفرضوا الجزية على كلّ أهل الكتاب ؟!! ما لكم كيف تفكّرون ! أفلا تعقلون. إن دعاة الإيمان قبل أربعة عشر قرنا من الزمان كان أمرهم: إن لم يكن أعداءهم يحبونهم فعلى أقل تقدير كانوا يحترمونهم. فأين أنتم من هذا في يومنا هذا!! جميع أهل الأرض اليوم على باطل وأنتم على الحق المبين؟!! مالكم كيف تفكّرون. اطّلعتم على الغيب أم اتخذتم من عند{الله} عهدا؟؟!! لقد كفّرتم وأهدرتم دم كلّ هذا الكم الهائل من عباد {الله} القائمين الركّع الساجدين المطّوفين الساعين والّذين تُقضى على أيديهم حوائج الناس الزائرين والّذين لولاهم ولولا خوفهم من {الله} وحبهم لرسوله الكريم لاختلّت موازين الأرض . ألا فاستيقظ يا أخي يا أسامة وليستيقظ كل من دار معك في فلك هذه الفتنة السوداء وانتبهوا لهذه التهلكة التي وقعتم فيها وأوقعتمونا جميعا معكم هداني {الله} وإياكم. واعلموا أيها الناس أن دين الإسلام ونبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أولى بالمحبة من دين النصارى ورسول النصارى عليه السلام . فإن كان قول عيس كلمة {الله} عليه السلام : ( من لطمك على خدك الأيسر فأدر له الآخر كذلك )
فقد جاء محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقول {الله} تبارك وتعالى: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } [40 الشّورى] فأين أنتم من هذا التسامح وهذا الإصلاح . وحين يقول دين النصارى: ( أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ) تقولون أنتم في مساجدكم : اللهم فرّق جمعهم وشتت شملهم اللهم فاحصهم عددا وأهلكهم بددا واجعلهم غنيمة للمسلمين. ما هذا يا دعاة دين السلام والمحبة !!!! و{الله} إن دين الإسلام ونبيّ الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لبريء مما تقولون وما تفعلون. لقد صدق رسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم حين قال: ( لتتّبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ خرب لدخلتموه ) قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال عليه الصلاة والسلام: ( فمن ) أو ليس هذا هو الحال اليوم ؟! أقول قولي هذا وأستغفر {الله} لي ولكم وللناس أجمعين. وأرجو منه الهداية والسلام والأمن لي ولكم وللناس أجمعين. ألا فأعلموا أيّها المتديّنون هداني {الله} وإياكم أن أمر {الله} آت وهو حتماً مقضيّا. وهو حين يأتي يستحيل القول فعلا. سوف يأتي مشرقاً بالأمن وجهاً ماحقاً بالحب غلا سوف يأتي نور على نور وسوف يتحقق وعد {الله} الّذي لا يخلف وعده فتلتحق الأرض بأسباب السماء ليكون أمر {الله} كما في السماء كذلك على الأرض. فتشرق الأرض بنور ربها وسيكون الحال بإذن {الله} الرحمن الرحيم: { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين } [74 الزمر].
وآخر دعوانا أن الحمد {لله} رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علي نبيّ الهدي ورسول المحبة محمد بن عبد {الله} اللهم فصلي عليه وسلم وبارك بقدر عظمة ذاتك يا {الله} يا واحد يا أحد يا عظيم.
{ 2 } إلى عبد {الله} / جورج دبليو بوش السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته قال ربي وربّكم { الله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار } في كتابه العظيم القرآن الذي أنزله على عبده محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم وختم به الرسالات السماوية إلى عباده على الأرض منذ آدم عليه السلام وإلى إبراهيم وموس وعيسى عليهم السلام؛ وذلك ليتحقق وعده لعباده وليتقدّس اسمه ولتكون مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض وليكون الخبز كاف للناس أجمعين . قال تبارك وتعالى:
{ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون } [64 آل عمران] وقال رسول الهدى والمحبة محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي { لا إله إلاّ الله} )
وقال رسول {الله} وكلمته عيسى رسول المحبّة بن مريم العذراء عليهما السلام :
[ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم وصلّوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ]
وقال عليه السلام: [ من لطمك على خدّك الأيسر فأدر له الآخر كذلك ]
ألا فاعلم يا أخي أنه في يومنا هذا وبحكم الوقت الحاضر أن الحرب لا ولن تحقق السلام. وأن الحرية لا ولن تتحقق لشعوب الأرض إلاّ بالمزيد من الحرية. لا بالقهر والاستبداد والاستعمار. وأعلم أن الخلاص من الإرهاب لا ولن يكون بسلاح القتل والتدمير ذلك لأنه لم يعد فاعلا كما كان في العهود السابقة. إنّ السلاح الفاعل اليوم وبحكم وقتنا الحاضر هو العلم والحكمة والموعظة الحسنة وهو المحبّة. أم أنكم قد نسيتم ما قاله كلمة {الله} عيسى عليه السلام: [ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم وصلوا من أجل الّذين يسيئون إليكم ويطردونكم]
ألا فقل لي بربّك : ما الفرق بينك وبين أسامة بن لادن ؟ لقد لطمك على خدّك فما كان منك إلاّ أن كلت له الصاع صاعين. ولعمري إن هذا لهو دليل الضعف وليس دليلا على القوة. الإرهاب والعنف والتسلّط إنما هي صفات الضعفاء بميزان منطق العصر الحاضر. عصر العلم والمعرفة . عصر هذا السلطان الذي جعله {الله} بأيديكم ومكّنكم من أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض. قل لي بربّك لماذا أنشأتم كل صروح العلم والمعرفة في شتى المجالات والتي يصعب حصرها وتعدادها ؟ كم عدد الجامعات وكم عدد معامل البحث العلمي ؟ وكم قمرا اصطناعيا أرسلتم إلى الفضاء بغرض البحث العلمي ؟ و كم عدد المستشفيات التي أقمتموها لعلاج بني الإنسان, وكم تم اختراعه من وسائل وأجهزة وآليات لغرض تسهيل حياة الإنسان؟ وما هو حجم ميزانية المعونات التي ترسلونها لإنقاذ حياة الإنسان في شتى بقاع الأرض؟ لعمري إنّ هذه هي القوة الحقيقية . و أعجب لمن له كل هذا الخير لبني الإنسان يعمد لقتل الإنسان ! فكم روحا من أرواح بني الإنسان أزهقت من بني جلدتك ومن بني الإنسان في أرجاء الأرض!!!. و{الله} إنه ليصعب تفسير هذا التناقض ! كم من أرواح بني الإنسان أزهقت في فيتنام وكم في أفغانستان وفي فلسطين وأخيرا في العراق ؟ هلا نظرت وتأملت في نتاج كل هذا! يا أخي ألا فانتبه فإن {الله} يكلمكم بلسان بليغ وبآيات واضحات بأن السلام لا يحل في الأرض إلاّ بالمحبة وبالسلام. كم هم ضحايا الإرهاب في 11 سبتمبر من بني الإنسان؟ وكم أضفت أنت مزيدا عليهم من ضحايا بني الإنسان ؟ إن من تسبب في أحداث سبتمبر المشئوم لهو رجل جاهل مريض كان الأولى بكم أن تطلبوا له العلاج والمعرفة لا أن تركبوا معه على نفس المركب. نسمع من المجتهدين والعلماء ورجالات الفكر والمعرفة تفسيرات متعددة لمعنى ودوافع الإرهاب. فتجار المخدرات إرهابيون والمافيا بشتى سلوكياتها إرهابيون . والجائعون المتشردون كذلك إرهابيون . أتريدون الحق في ذلك ؟ فأعلموا أن الإرهاب ما اتخذ هذا الشكل الذي تبلور عليه أخيراً إلاّ بعد أحداث سبتمبر المشئوم. وما جاء الإرهاب إلاّ ممن يدّعون الإسلام . والإسلام ورسول الإسلام عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم بريء منهم. إنهم يعتقدون عقيدة راسخة في قلوبهم بأنهم على المحجّة البيضاء تجمعهم العروة الوثقى لا انفصام لها . وهؤلاء مستعدون للتضحية بأموالهم وأرواحهم فداء عقيدتهم . ومهما قتلت منهم فإنك لن تستطيع أن تستأصل جذورهم. وإن مات ابن لادن فسيظهر لك العشرات ممن هم على شاكلته . لقد اتّبعت الطريق الخطأ في محاربتهم وسلكت دربا وعرا يقود في نهايته إلى هوّة الهلاك وإفناء المزيد من بني الإنسان. لقد فات عليكم ، وللأسف الشديد ، أنت ومن معك ممن يعتبرون أنفسهم أذكى علماء بني الإنسان ، فات عليكم أن تعمدوا لمحاربة الإرهاب بنفس السلاح الذي يحارب به . لقد اعتقدتم أن سلاح الإرهاب الذي حاربكم به هو تلك المتفجرات التي شحنها في السيارات المفخخة وفي تلك الطائرات التي تسببت في هذا التحول الحاد لمجريات حياة الإنسان . لقد فاتت عليكم الحكمة البديهية البسيطة وهي : أنه لا يُفلّ الحديد إلاّ الحديد .
إن السلاح الذي يحارب به الإرهاب هو عقيدة خطأ هو فهم متخلف لدين السلام الإسلام هو إدراك قاصر لحقوق الإنسان
بكل هذه البساطة التي لا تحتاج لاجتهاد.ويستوي في ذلك بن لادن وبني إسرائيل. ولكي يُستأصل الإرهاب من جذوره لا بد أن يُعمد إلى تصحيح العقيدة. ولا يمكن أن تصحح العقيدة بالمدفع. وإنما تصحح العقيدة بالعلم وبالمعرفة . إن عقيدة أمة المؤمنين برسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم : اقرأ مرة أخرى ( أمّة المؤمنين ) ونؤكّد على ذلك؛ أمّة المؤمنين وليس أمّة المسلمين . ذلك لأن أمّة المسلمين لمّا تأت بعد . عقيدة أمّة المؤمنين تقوم على آية من آيات {الله} جلّ شأنه وعظمت حكمته تبارك وتعالى، آية هي من الآيات الحسنة في القرآن العظيم . اقرأ مرّة أخرى ( الآيات الحسنة ) وليس الآيات الأحسن :- {The better } Not {The best } هذه الآية الحسنة تقرأ : { وأعدوا لهم مّا استطعتم مّن قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم } [ 60 الأنفال]
هذه الآية الكريمة قام عليها أمر الجهاد في سبيل {الله} والأمر موجهاً إلى الذين آمنوا في القرن السابع الميلادي. ولقد كان السيف والرمح ورباط الخيل هو السلاح الفعّال في ذلك العصر البعيد . ولقد تحقق به الانتصار وبه أُخرجت الإنسانية من الظلام إلى النور. سل أيّ من أمة المؤمنين يقول لك أن القرآن العظيم صالح لكلّ زمان وكلّ مكان. و{الله} إنّ ذلك لحق. وحقيقة هذا الحق أن القرآن العظيم يخاطب الناس على قدر عقولهم بحكم العصر الذي هم فيه. فإن اختلف العصر واختلف إدراك العقول اختلف الخطاب. وصلاح القرآن العظيم لكل زمان وكل مكان هو أنه أعدّ خطابا يلائم كل عصر يستجد. ولو أن السيف والرمح ورباط الخيل هي القوة المراد إعدادها للجهاد في سبيل {الله} والصالحة لكل زمان وكل مكان لكان الحال في يومنا هذا تماما كما كان قبل أربعة عشر قرناً . ولو أن الجهاد في سبيل {الله} مكتوب أن يكون بأسلحة القتل وإزهاق الأرواح في كل زمان وفي كل مكان لأضيفت المدافع والطائرات الحربية والقنابل الذرية إلى رباط الخيل. أم أنكم تقولون أن تلك كناية تشمل كل سلاح فتّاك يستجد مع الزمن ! فإن قلتم ذلك فقد جهلتم على {الله} جهلا عظيما. وهل يحتاج {الله} تبارك وتعالى أن يكنّي ؟ وهو تبارك وتعالى:
{ ألا يعلم من خلق وهو اللّطيف الخبير } [14 الملك]
إن الخطاب الّذي أعده {الله} تبارك وتعالى في القرآن العظيم في أمر الجهاد ليلائم عصرنا الحاضر هو:
{ ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالّتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين }
اقرأ مرّة أخرى ؛ قال: { جادلهم } وليس جالدهم . والحق المبين هو أن هذه الآية الكريمة بما فيها من أمر صريح لا يحتمل التأويل هي الأحسن لعصرنا الحاضر من تلك. و نحن مأمورون أمراً صريحا لا لبس فيه بأن نتّبع أحسن الّذي أنزل من السماء. قال {الله} تبارك وتعالى: { واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون } فافهم يا أخي ؛ لا بل يجب أن تفهم بأن دين {الله} الإسلام هو رسالة من {الله} إلى الأنام. هو الخطاب الفصل إلى الإنسانية جمعاء. أرسل إليها رسله الكرام لتخرجهم من ظلام الجهل إلى أنوار المعرفة والصلاح. موسى وعيسى عليهم السلام ومحمد عليه أفضل الصلاة والسلام هم أبناء أم واحدة رضع جميعهم من ثدي واحد لبن التوحيد الواحد هو: { لا إله إلا الله } ويحق لك أن تسألني : إذا فكيف السبيل إلى الخلاص؟ والجواب هو : من أجل ذلك تيسر لنا بفضل {الله} أن نوفق في تقديم ( سلسلة لسان العصر ) لنا و لك ولابن لادن وللإنسانية جمعاء . هي لأمّة المؤمنين برسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم. تدعوهم ليزيدوا الإيمان وليدخلوا في دين {الله} الإسلام ليكونوا أمة المسلمين: { إنّ الدين عند الله الإسلام } وهي لأمّة المؤمنين برسول {الله} وكلمته عيسى بن مريم عليه وعليها السلام. وهي لأمّة المؤمنين برسول {الله} وكليمه موسى عليه السلام. وهي لأتباع بوذا وزرادشت وكنفشيوس وماركس ولينين. وهي لكلّ من كان بخلاف ذلك من عبدة الأوثان والطاغوت والشياطين. وأعلم يا أخي أن فاقد الشيء لا يعطيه. وكما قال الرب سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام: { يا عيسى عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس} فإن واجب الداعي للسلام أن يشيع السلام في بيته أولا ثم يعمد إلى جاره الأول فالأول. أنتم تدّعون بأنكم أهل الديمقراطية وفرتم حقوق الإنسان في الحرية. ولكن يجب أن تعلموا بأن هذا هو الباطل بعينه. ذلك لأن الحرية عملة ذات وجهين . ولن تتحقق العدالة الاجتماعية إلا بتطبيق وجهي عملة الحرية. وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. إن النظام الاقتصادي الذي يقوم على الرأسمالية لهو أخطر على بني الإنسان من الإرهاب. الإرهاب يقتل الناس قتلا سريعا فيريحهم وأما الرأسمالية فتقتل الناس قتلا بطيئا. تستعبدهم وتزلهم وتجوّعهم . فلكي ينال الإنسان حقوقه كاملة غير منقوصة يجب أن يكون حرّا كامل الحرية. ووجه عملة الحرية الآخر هو الحريّة الاقتصادية . ولن تتحقق الحرية الاقتصادية للإنسان إلا بالمشاركة في خيرات الأرض. فالأرض أرض {الله} والخير خير {الله} والخلق كلهم جميعا عيال {الله}. وما نحن في هذه الحياة إلاّ مسافرون ولابد مرتحلون عنها عاجلا أم آجلا. فليس منّا من هو خالد علي أديم هذه الأرض. ولن تكون ب{الله} المسرّة وعلى الأرض السلام ما لم تتحقق للناس كلهم جميعا العدالة الاجتماعية التي بتحقيقها يصبح الإنسان حرّا كامل الحرية. فانظر يا أخي إلى حال أبنائك في بيتك هل هم كلهم جميعهم أحراراً ؟ فإن أردت أن تكون رجل السلام الأول في هذا العالم الرحيب فاعمد أولا لتحقيق السلام بين أبنائك وأفراد أسرتك الذين هم تحت مسئوليتك ورعايتك. وأنت تملك هذا الاقتصاد القوي بل وأقوي اقتصاد في العالم لن تنال شرف لقب [ رجل السلام ] إلا بعد أن يخرج آخر أبنائك من أنفاق مجاري المياه فيسكن كما تسكن ، و إلا بعد أن تتحول موائده من براميل النفايات ليأكل كما تأكل ويشرب كما تشرب . و إلاّ بعد أن يحظى بنصيبه من التعليم والعلاج أسوة ببقية إخوانه أبناء جلدتك. فإن فعلت ذلك فأنت القوي الأمين المؤتمن. وأنت رجل السلام الذي يتطلع إليه المشردون الجائعون المضطهدون المعذبون في الأرض. وإن فعلت ذلك فأنت ملح الأرض. أقول قولي هذا واستغفر {الله} لي ولكم ولسائر الناس كلهم أجمعين. وأدعوه تبارك وتعالى من فضله وكرمه أن يكون خبزنا كفافنا وأن تكون به مسرّتنا وأن يحقق لنا وعده: { المجد لله في الأعالي وبالله المسرّة وعلي الأرض السلام } و ليكون كما هو السلام في السماء يكون كذلك السلام على الأرض. وآخر دعوانا أن الحمد {لله} رب العالمين . وعلى محمد بن عبد {الله} نبيّ الهدى والمحبة أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم. والسلام على عيس وموسى وجميع أنبياء ورسل {الله} الكرام. والسلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته.
{ 3 } إلى : علماء وفقهاء أمّة الإيمان . السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته. قال ربي وربّكم {الله} العالم المريد القادر القاهر فوق عباده تبارك وتعالى الحيّ القيّوم ذو الجلال والإكرام: { ألا إنّ لله ما في السماوات والأرض ألا إنّ وعد الله حق ولكنّ أكثرهم لا يعلمون * هو يحي ويميت وإليه تُرجعون * يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظة مّن رّبّكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مّمّا يجمعون } [58 يُونس] صدق {الله} العظيم ألا فاعلموا هداني {الله} وإياكم والناس أجمعين: أن شريعة {الله} التي شرّعها لعباده هي الرحمة التي وسعت كلّ شيء. هي الهدى وهي النور الذي جاء به محمد بن عبد {الله} النبيّ الأمّيّ عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم منذ وعند أول الخلق. وستظل كما هي عليه الهدى والنور للناس كلهم أجمعين في سبيل الرجوع إلى من إليه هم راجعون. إن علوم الشريعة السّمحة هي العلم وهي الهدى وهي أمر {الله} تبارك وتعالى للناس في كل حين. هي الهدى الذي اهتدى به آدم عليه السلام. وهي النور الذي أضاء به أنبياء {الله} ورسله الكرام، من عرفناهم ومن لم يسمهم {الله} لنا ، سبل الرشاد لبني الإنسان عبر الزمن وعلى مرّ العصور. وهي الحكمة الحكيمة التي حكمت دفع الناس بعضهم ببعض ولولا ذلك لفسدت الأرض و لهدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم {الله} كثيرا. وبناء على حكمها الحكيم زوّج آدم عليه السلام الأخت لأخيها. ولقد كان خطابها في مختلف الأزمنة للناس على قدر عقل الناس في زمانهم. قال محمد بن عبد {الله} نبيّ المحبّة والهدى والرحمة للعالمين عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب النّاس على قدر عقولهم )
شريعة {الله} لعباده طبّقها جميع الأنبياء والرسل الكرام علي أقوامهم. فشريعة {الله} واحدة تنزّلت من الواحد الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يُولد ولم يكن لّه كُفوا أحد. قال {الله} تبارك وتعالى:
{ شرع لكم مّن الدّين ما وصّى به نوحا والّذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب } [13 الشّورى] فقال محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم:
( خير ما جئت به أنا و النبيون من قبلي :{ لا إله إلاّ الله } )
ومنذ أن أُرسل نبيّ {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم في القرن السابع الميلادي وإلى أن تقوم الساعة سيكون الحكم للشريعة التي أُمر عليه الصّلاة والسلام أن يطبّقها بين الناس على الأرض. ذلك لأنه عليه الصّلاة والسلام قد ختم به {الله} سبحانه وتعالى التنزيل من السماء على الأرض. فلا نبيّ يأتي من بعد خاتم الأنبياء عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم. وبه سيكون المجد {لله} في عليائه وبه ستتحقق عند الناس كلهم جميعاً ب{الله} المسرّة. وبه سيعم الأرض السلام فيصبح أمر {الله} تبارك وتعالى كما في السماء كذلك علي الأرض. إن صلاح أمر الشريعة لحكم وتنظيم أحوال الناس سياسياً واقتصادياً واجتماعيّاً في القرن السابع وفي قرننا هذا وفيما سيأتي من قرون وإلى أن تقوم الساعة ، هذا أمر مسلّم به . {الله} سبحانه وتعالى هو {الله} الواحد الأحد:
{ إنّني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري } [14طه]
وما الأمر من عنده سبحانه وتعالى إلاّ أمر واحد منذ عهد: { ألست بربكم } وإلي أن تتمّ إليه الرجعى. إن أمر {الله} واحد لا يختلف. ولكن الناس فيه يختلفون .
الحقيقة من عند {الله} تبارك وتعالي حقيقة واحدة. غير أن الحق عند الناس يختلف باختلاف إدراك عقولهم.
ولهذا ومن أجل هذا جاء الخطاب الحكيم الّذي لا ينطق عن الهوى:
( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب النّاس على قدر عقولهم )
وقدر العقل يختلف عند الناس بقدر ما يملك العقل من وسائل الرؤية لأبعاد الحقيقة. ولنضرب لذلك مثلاً *- جيء بفيل عظيم . وجيء بأشخاص عُمي فوضعوا حول الفيل يتحسسونه . ثم جُمعوا فأخبروا بأن ما كانوا يتحسسونه هو الفيل . ثمّ سُئلوا أن يعرّفوا الفيل ؟. قال الذي كان عند خرطوم الفيل بأن الفيل ثعبان. وقال الذي كان عند رجل الفيل بأن الفيل شجرة. وقال الذي كان عند صفحة الفيل بأن الفيل جدار. أما الّذي كان يتحسس أذن الفيل قال بأن الفيل درقة. هكذا هو اختلاف إدراك العقول حول الحقيقة الواحدة . وهكذا تتجلى حقيقة الشريعة الواحدة علي الناس بقدر ما يمكن لعقولهم أن تدركه وتفرض عليهم التكليف بقدر طاقتهم علي التطبيق. {لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها} هذه هي عظمة الشريعة السّمحة وهكذا يكون صلاحها علي مرّ الدّهور وذلك من حكمته ورحمته سبحانه وتعالى: { لا يكلّف الله نفساّ إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا لا تؤاخذنا إن نّسينا أو أخطأنا ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علي الّذين من قبلنا ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [286البقرة]. إن الهدف من رسالتي إليكم معشر العلماء والفقهاء وبإذنه وحوله سبحانه وتعالى هو الاجتماع على معرفة واحدة لحكم الشريعة السّمحة الّذي فيه صلاح أمر الناس سياسياً واقتصاديّاً واجتماعيّاً في عصرنا هذا الحاضر. وهو توحيد الصّف والعمل يداً واحدة لإنقاذ البشرية ؛ بني الإنسان من ويلات هذا العنف الّذي استشرى وهذا الظلم وهذا الطغيان وهذا الجهل وهذه الأرواح الطاهرة التي أُزهقت وهذه الدماء الحرة التي أُسيلت على أرجاء الأرض . إن هذا الاختلاف فيما بينكم وهذا التعارض بين ما يقول به بعضكم وما يفعله البعض الآخر في مواجهة العالمين؛ لهو سبب هذه الفُرقة وهذا الضعف وهذا الانهزام. بعضكم يعلن ويصرّح ومن علي منابر القنوات الفضائية: بأن الإسلام يقول أنه لا إكراه في الدّين. وأن الدعوة في الإسلام هي: { أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن }
وبعضكم الآخر حمل سلاح العنف وانهال علي بني الإنسان ترهيباً وتقتيلاً وتكفيرا.
ألا أيّا الناس المسلمون، النصارى، اليهود وكل من هم بخلاف ذلك إن إلهكم لواحد. و أن محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم هو رسول {الله} إليكم كلّكم أجمعين. ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه هذا العناء الّذي تعانون وهذا الشقاء الّذي تحته ترزحون. ولقد جاءكم بلسان حاله قبل لسان المقال. فتمثلوه نموذجا إنسانيّاّ لتقتدوا به . دعوته عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم ليومنا هذا هي بالّتي هي أحسن وهي قبل ذلك وفيما بعد ذلك هي بالقدوة الحسنة. في السياسة هي للحرية والمساواة. في الاقتصاد هي للمشاركة العادلة في خيرات {الله} على الأرض. وفي الاجتماع هي لتحقيق العدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين الناس جنسا وعنصرا ولونا ولساناً وعقيدة. كلكم لآدم وآدم من تراب . ماذا يضيركم لو تحاببتم وتعايشتم إخوة مسافرين علي مركب واحد ؟ بدلا عن هذا التسلط من أحدكم على الآخر. أو لسنا كلنا عبيدا {لله} . ماذا يضيركم لو تقاسمتم لقمة العيش ؟ وهل تأكلون إلاّ وسع بطونكم. وهل ستخلّدون على هذه الأرض. أم أن الجميع مرتحلون عنها عاجلا أو آجلاً. و بم ستجيبون يوم السؤال العظيم!! عندما يسألكم الحق عزّ وجلّ : جاع عبدي وأنتم إلى جواره متخمون من الشبع فلم تطعموه . مرض عبدي وأنتم إلى جواره أصحاء مترفون فلم تعالجوه. استعبدتم عبدي وأنا الملك الواحد المتكبر القهار فذوقوا مثل ما كنتم بعبادي تصنعون أفلم أخبركم بأنه: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. أفلم أخبركم بأنه لا يؤمن أحدكم حتّى يكون هواه تبعا لما أرسلت به رسولي. ألا فاعلموا أيّها الناس كلكم جميعا والعلماء والفقهاء منكم بصفة خاصة أن الساعة آتية لا ريب فيها. ولقد بانت أشراطها. واعلموا بأننا جميعاً معاً علي طريق الرجعى إلى من إليه حتماً راجعون. وأعلموا أن الجهاد المطلوب منا اليوم ليس هو الجهاد الأصغر في سبيل {الله}. ذلك لأن {الله} سبحانه وتعالى غنيّ عنّا. فأعلموا أن الجهاد المطلوب منا اليوم هو:
الجهاد الأكبر وهو جهاد في {الله}. هو مجاهدة النفس لتحب {الله} وليحبها {الله} فيكون سمعها الذي تسمع به، ويكون بصرها الّذي تبصر به، ويكون يدها الّتي تبطش بها. { والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلنا وإنّ الله لمع المحسنين } [69العنكبوت] هذا وقد تراء لنا أن نورد بعضاً مما جاء بكتاب( السودان الفن والسلام) وهو واحد من الكتب الأساسية في سلسلة لسان العصر وذلك لتعميم وتوسيع مقاصد لسان العصر في الدعوة للسلام:- يتبع ( الدين وسيلة للحرية ) | |
|
يوسف هاشم محمد نجم
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 29/09/2011
| موضوع: الدين وسيلة للحرية الخميس سبتمبر 29, 2011 10:42 am | |
| الدين وسيلة للحرية
دين { الله } الإسلام تفاصيل رحمته التي وسعت كل شيء ما كان وما سيكون موثّقاً في عروة حقيقة الآن
ففي كل حين وأينما كان ربطت الحكمة تباين الأشكال والألوان والأديان
تُستعبد من الإطلاق تتحرر من المحدود وتلك غاية ما يسعى له العُبّاد في سكة الإذعان
العبادة فن تحرير النفس من عقدٍ عبر الدهور تشابكت وهي تسعى لملاقاة ربها تحت أقبية الزمان ما عاد الدين علاقة غيبية بين رب وعبيد قامت على الترغيب في جنة والترهيب من نيران
الدين كُتبٌ ورُسلٌ ليس إلا وسيلة للحرية يحرر نفس بشريّة لتحقيق كرامة الإنسان
فطرت الخلق الثنائية شملت الأديان فأُقيمت الشرائع على ثنائية عبادة ومعاملة على الصعيد مقترنان
العبادة تُربينات محطات كهربائية تولّد الطاقة لتفتيت عقد بشرية احتوشت النفس حتى الآن المعاملة قبسات نورٍ من عبادةٍ بحسن الظن في {الله} مرويّة ومحبّةٍ لحبيب {الله} خالصةٍ بلا لفٍّ ولا دوران
الأديان شُهبٌ ضوئية تنير الأرض مشاعل سلامة بها في مناكبها يهتدي الإنسان
الإسلام أن تخضع والإيمان أن تعلم والإحسان بوّابة ساحة الإيقان
في حديث جبريل السلام عليه الإيمان أن تشهد وأن تعمل لترسي قواعد الميزان
الميزان هذا النور الذي به تُبصر لأجل أن تختار كما في { شُبّه لهم } والعلم أن تتذكّر كيف انفتقت الأكوان لإزالة نقاب الغيب عن وجه الكيف لا بد أن تحسب الكم من درجاتٍ في سلم الكدح البرزخ ما بين المكان إلى الزمان قال { يا أيها الذين آمنوا آمنوا } [136 النساء] ذلك لأن العلم لا حدود له عندها تُرفع الأقلام عن تبيان والأمر في ذلك توضيحه كما جاء في قوله { كل يومٍ هو في شان }
وما غُلبت الفئة الكثيرة لقلة حيلة وإنما كما قال { مائةٌ يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم لا يفقهون } [65 الأنفال] فما أروع صورة سيقت مثالاً يحقق التبيان
العلم الذي لا يؤدي إلى الإحسان كهباءٍ نُثر لا يجدي نفعاً وإن منه بُنيت الجدران
مثلُ الإحسان كبداية استشعار حركة الجنين في الأحشاء ومن ثم ينمو العلم لينجب الإيقان
الفكر والشعور كآدم وحواء السلام عليهم بالتزاوج بينهم يتحقق العرفان
وما ظهرت لهما سؤتهما إلا بعد أن أكلا تفاحة من شجرة العصيان
وما كان جعل المعصية نجداً إلا للاستلذاذ بفيض المحبة يدفع الغفران
الإيمان بداية العلم آلية تحقيقه أن تعمل بما تعلم كما قال الحبيب ( من عمل بما علم أورثه {الله} علم ما لم يعلم ) فما أروع بلاغة حكمة الديّان دولة السلام الثانية دولة السلام الثانية تقوم على حريّة العقيدة.الناس فيها أحرارٌ.كل فرد منهم مسئول مسئولية فردية عن تصرفاته الاجتماعية.أما تصرفاته الشخصية فلا أحد من الناس مهما بلغ من مكانة علمية أو أخلاقية يملك الحق في مساءلته عنها ما لم تتعداه إلى غيره .فهو يملك ناصية معتقداته الذاتية ويملك أيضاً كل مساحة تصرفاته الشخصية داخل حرم بيته الخاص. في دولة السلام الثانية القائمة على مبدأ { لا إكراه في الدين }و ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)فإن كرامة الفرد ونيل حقوقه الإنسانية كاملة لا تقوم ولا تعتمد على كونه مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً وإنما تقوم على كونه تقيّاً يحسن التصرف وفق موازين الحق والعدل في معاملته لأخيه الإنسان.وذلك لأن دين دولة السلام الثانية هو كما وصفه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( الدين المعاملة) (الدين حسن الخلق) الشاهد أن الناس في هذه الدولة المرتقبة لا يُؤخذوا بمعتقداتهم وأفكارهم مهما رآه الغير متطرّفة ،وإنما يُؤخذ الناس بتصرفاتهم تجاه الغير.وكما تدين تُدان.و لعل أن إيراد بعض آي الذكر الحكيم هنا يجلي الأمر ويزيده وضوحاً حتى يستيقن الناس بأن حرية وكرامة الإنسان هما غاية ومبتغى الإرادة الإلهية الحكيمة:
{فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتّبعنِ وقل للذين أوتوا الكتاب والأمّيّن ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وّإن تولّوا فإنـّما عليك البلاغ والله بصير بالعباد} [20 آل عمران]
{ ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يُعذّبهم فإنهم ظالمون* ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء والله غفور رحيم} [129 آل عمران]
{أرأيت من اتّخذ إلهه هواهـ أفأنت تكون عليه وكيلا} [43 الفرقان]
{ أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون} [23الجاثية]
{ يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم إنّ الله عليم خبير } [13 الحجرات]
{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب} [199 آل عمران]
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون والنّصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [69 المائدة] { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون* وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع مما عرفوا من الحق يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين* وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربّنا مع القوم الصالحين* فأثابهم الله بما قالوا جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين} [85 المائدة]
من الحبيب الصلاة والسلام عليه محمد إلى الراضي المرضي المكرّم علي كانت الدولة الأولى سادت ثم دالت عند مبتدأ الختام
كانت مؤسسة بحكم الوقت على قدر سعة العقل في عصر جهل تام
سعة عقل اليوم تبلورت على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان فُتقت الذرة في آخره لسان هذا العصر ما خطر على قلب السلف ولا رأوه في الأحلام
تلك كانت دولة مبتدأ الختام أسسها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام خاتم أنبياء {الله} الكرام الدولة الثانية القادمة سيكون رسولها أحمد وهو هو محمد عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام
يعود الصلاة والسلام عليه محمد مبعوثاً على المقام المحمود واسمه أحمد خاتم الرسل عليهم أتم الصلاة وأزكى السلام
كلا الدولتين الأولى والثانية تقوم على قوانين تنظم حياة أناسٍ على جاهلية فتُبدي النور ليبدد ظلام
الجاهلية الأولى دولة الرجل ضرغاماً قتل الضعاف سبى النساء اتخذ من الناس عبيداً ودفن البنت من ظهره وهي حيّة خوف العار وما كانت الحيلة إلا سيفاً ورمحاً ونبلاً وخيلاً تصول تجول لتحقيق المرام والثانية ما نحن عليه اليوم معاصر الحال شبيه بحال الأولى استُبدِل فيه السيف بمدفع والخيل بفانتوم وهضم القويّ حقوق الضعاف ومنع للآخر كلام
واتُخذت المرأة وسيلة لعبٍ ولهو وزينة واجهات وأسباب الغنى للرجال برغم ما صار لها مقاماً تحقق لتصبح قاضية تصدر على خطاة الرجال من القانون أحكام
الدولة الأولى استأصلت الشر بقطع الرقاب لينمو الخير ويتحقق بين الناس السلام
الدولة الثانية تجيء لتستأصل الشر من قعر العقول بخيط شعاع الليزر صولجان سلطان العلم لتفكك عقداً بنفوس البشر طال عليها الأمد حبيسة وهمٍ بأن العقل الآن كما كان عليه حين كان الرجال كالأغنام تُسام في دولة البعث الثاني الناس كل الناس أشراك في خيرات {الله}على الأرض { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [ 15 الملك] والقانون الحاكم العادل ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وتلك لعمري شراكة إخوان على سرر متقابلين بينهم المودة تحت سماء السلام
الحكم في دولة السلام التي أشرفت لدستورٍ يحصحص الحق يساوي الناس في الحق والواجب والتفضيل بين الخلق للتقوى وهي استواء على استقامة خُلُقٍ بلا انقسام شعار الدولة الثانية القادمة أن لا إكراه في الدين ليتحرر الناس من إرهاب الوصاية ويحمل كل إنسانٍ طائره في عنقه فالمسئولية فردية و ذاك كفيلٌ بأن بين الناس يفشي السلام
قد قيل لسيد الأنام { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} [56 القصص] وعليه فطلب الهداية مجهودٌ فرديٌّ يدعمه الرب {إن هو إلا ذكرٌ للعالمين* لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } [ 29 التكوير ] أما تنظيم التعامل بين الناس فيسدده قانونٌ دستوريٌ يرسّخ حب الخير للآخر ليكون الحق والعدل للأمن إمام
توقيت قيام الدولة الثانية هو وقت قيام الساعة وذلك حين يكتمل قمر الثلة الآخرة فيضيء الأرض من على جانبيها فتفنى الظلال ويبقى الضياء شريعة كل الأنام
وما أدراك ما الساعة هي من أمر الرب لمن شاء يبديها ومن تعمّت عنه تأتي بغتة فتخرس ألسن وتجعل أخرى بالعلم مضيئة حين تبدأ كلام
الساعة في أحد معانيها نفسٌ أدبها الرب ظاهراً وباطنا تقول بما تعلم والفعل كالقول تستقيم على الجادة بلا انقسام الساعة نفسٌ وُزنت على الاستقامة ظاهرها باطن والباطن قلبٌ بالحقيقة ينبض بين الناس تمشي تفوح عطراً تشيع الأمن وترسي السلام
الساعة تظهر بعد ليلٍ بهيمٍ فيه اختلّت موازين القيم واحتراب الناس على لا شيء يسوى واهتزت الأرض بالزلازل تترى وسونامي طغى فأهلك الزرع والضرع واحتباسٌ حراري قدّ قميص الأرض من قُبُلٍ فأشاع الرزيلة وما عادت عينٌ يؤرّقها الحرام
الساعة نفسٌ أدبها الرب فجُعِلت مقاماً محموداً تفرّد صاحبه أحمد الصلاة والسلام عليه يجيء يُكمّل رسالة على الأرض نبتت وسقتها السماء بصرف المدام وبعد فهذا قليلٌ تأتّى من كثيرٍ حجبته أوهام العقول ولا نجاة إلا عند عقل توقف بغير لجام ورطة الفهم عند أهل الهمم
ما بين الحق والحقيقة كما البون بين السماء والأرض تُخوم كما الفرق بين الأنا و الأنت في { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }
كذلك كما السماء الذَّكرُ وكما الأرض الأنثى ولا يعني ذلك الرجل والمرأة فهما ينتسبان إليهم وليس العكس صحيحاً وتلك فطرت الخلق في العالمين
الحقيقة أصل الحياة أنثى منها انبثق الذكر مثلما السلام عليه عيسى ومن الذكر انبثق الزوج رجل وامرأة السلام عليهم حواء وآدم بشرين منهم جاء البشر عمروا الأرض لهذا الحين ثلاثة أبعادٍ لمبتدأ الحياة بعد أن كانت كنزاً في العماء مخفيّاً ظهرت على ثلاثة أسماءٍ قُدُسيّة هي { الله الرحمن الرحيم } تدرّجت في بحور صفاتٍ عُلُوّيّة هي { الإله الحيّ القيوم } فبهم نستعين
الاسم والصفة زوجٌ كما الذكر والأنثى زوجٌ تشابهت الأزواج ولا يشبه بعضها بعضاً وصلة النسب هذا النور المبين
الانبثاقُ كان انفلاقاً لنواة الخفاء فظهرت شموسٌ حجبت حقائق فتأطّرت حقوق واجهات الدقائق فضل فرسان العلوم توهموا الحق حقيقة فاستلوا السيوف حرباً على العارفين
الشرائع قامت لإثبات الحقوق بقدر سعة العقول لتدرك حقائق تُصوّر الشأن المُعلّى كل يوم يتجدد كما الحال في القول { ثم جئت على قدرٍ يا موسى } { فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدرٍ يا موسى } [40 طه ] حقيقة الفطرة تتكشّف على قدرٍ و على نشر الحقوق تعين
الحقيقة برزت أحدية فريدة ليس كمثلها شيء فلا ضد لها أما الحق فضده الباطل زُواج اختلافٍ لتسيير الحياة فيُمحق الباطلُ ويصعد الحق رأس الرمح لتحقيق البقاء { كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} [17 الرعد ] والأمثالُ تُضرب لعلها على الفهم تعين
السلف فهموا الأمر على ما تنزّل بقدر سعة عقل العصر الذي هم فيه فكان انجلاءٌ لجهلٍ عمّ آفاقهم وكان البلسم لداءٍ عضالٍ مشين
خلال القرون الأربعة فوق العشرة تقلّب فيها الشأن المعلى على حد القول الكريم { كل يومٍ هو في شان } وتطور العقل عبر العصور حتى فلق الذرة فكيف نساوي بين عقلين!!
ونظر العقل المعاصر فاختلط عليه الفهم كيف يوفّق بين أمرين أمرٌ للقتال وإرهاب العدو { و أعدّو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم } [60 الأنفال ] والأمر الآخر دعوة الناس بالتي هي أحسن بلا إكراه ولا إرهاب لنشر الدين { أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل] وفصل الخطاب المعلّى { لا إكراه في الدين } [256 البقرة] وانقسم دعاة الحق فرقاً عديدة وكل حزبٍ لما يراه فاهمهم له خاضعين
وانحدر موكب الدعاة جيشاً عرمرم من أعلى قمة توحيدٍ بقيادة رجلٍ واحد رءوف رحيم إلى أسفل وادي التشتت مذاهب أربعة وطرق تصوّف عديدة وجماعاتٌ مختلفة صقورٌ وحمائم يطارد بعضهم بعضاً فتهلهل الحق بين أنياب عقولٍ كفيفة وضاعت حقيقة الأمر سراباً يباباً ولف الضباب بصر وبصائر كثيراً من العارفين
وفي أثناء المسيرة من القرن السابع إلى يومنا هذا أُهدر دم كل من تشجع وحاول إبراز الحقيقة ومن استقوى على السرج فوق راحلة الشريعة أرهب الخلق وأهدر دماءً كثيرة ثم ما أفلح لإخماد فتنة وفشل تماماً فشلاً زريّاً لتحكيم الشريعة فترك الآن معظم الخلق حيارى مرعوبين
وكما ورد سلفاً كان هناك طلائع في حل شفرة سر الأمر المُنزّل قال آخرهم كان معاصر أن الحل وكلمة السر المشفّر موجودة في الفهم لمعنى النسخ { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } [106 البقرة ] هل هو إلغاء لحكم الحق الأساسي أم هو إرجاء لحين يبلغ العقل أشده فيستخرج الكنز من تحت جدار الحق اليقين
والآن نحن نناشد دعاة السلام من قبلوا الرأي الآخر أن يرفعوا راية التوحيد شعاراً لوحدة الأوطان رأفة بالعالمين
قال الحبيب رجل السلام الأول والآخر ( خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا {الله} ) وذلك هو الحق المبين
الأمر الحق الآن أبلج فالأديان عند {الله} ديناً واحداً شعاره : { لا إله إلا الله } وفلسفته : { لا إكراه في الدين } وآليته : الدعوة بالتي هي أحسن ومن يدّعي أن في غير هذا الخلاص فهو من المتخلفين والسلام على من اتبع الهدى آمين
نحن الآن على قمّة عهد الكذبة الكبرى أرخت ظلالها على الأبعاد جميعها والصادقون يُقال عنهم طيّبين أو أنهم بهم خبلٌ وهذه سمة هذا القرن الأول بعد العشرين كثيرٌ من الناس إن لم يكن معظمهم يعتقدون بأنهم إن صدقوا فأن أُمورهم تتعثّر وأن من يتحرى الصدق لابد أن يفشل ف{الله} نسأل أن يعين المستضعفين الصادقين
موازين القيم انقلبت رأساً على عقبٍ فالأمن لا يُستأمن والسلم عاث في الأرض فساداً إن استجرت لا يجيرك إلا طامع وإن استشرت لا بد أن تدفع رسوماً وإن استنجدت لا حياة لمن تنادي فقد أُسقِط في أيدي الصالحين
أن يصير الكذب قوام الحياة فتلك ونبصم عليه بالعشرة أن تلك هي علامة الساعة الكبرى وذلك هو تأويل أن تشرق الشمس من مغاربها لتبدأ دورة دولة العارفين ألا فاعلموا أيّها الناس أن وعد {الله} حق. و أن الهدى ودين الحق الّذي أرسل به رسوله عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم سيظهر على الدين كله. وأن الناس سيدخلون في دين {الله} أفواجا. فهل فكّرتم أو تصوّرتم كيف سيكون دخول الناس أفواجا في دين {الله} عزّ وجلّ وتقدست أسماؤه ؟ هل سيدخل أهل الأرض في هذا الدين لينتظر فقراءهم صدقات أغنيائهم؟ ومن لم يُكتب له الدخول من أهل الكتاب هل سيدفعون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون؟! وهل سيتم تصفية البقية الباقية من المشركين والملحدين؟! وهذا الكمّ الهائل من نساء العالمين: المتعلمات ، العالمات ، العاملات والمستقلات اقتصادياً ، هل سيدخلن ليكون حظ الواحدة منهنّ نصف ما للرجل في الميراث وفي أداء الشهادة ؟!. وأن تكون أربعة منهن زوجات لرجل واحد؟!وأن يُضرب عليهنّ الحجاب ويُمنعن عن الاختلاط؟!وإن تمرّدت إحداهن على زوجها تُجبر وتقهر بالقانون وتساق لبيت الطاعة؟!. لا وربي ......لن يكون الأمر هكذا. بل سيدخل الناس جميعا بإذن {الله} في دين {الله} أفواجا من أوسع أبوابه وسيتزاحمون عليه.ذلك هو باب الحرية الفردية والمساواة والمشاركة العادلة في خيرات {الله} على الأرض.وعندها سيشهد الجميع كلهم { ألاّ إله إلاّ الله } وسيعبدون {الله} كما أمر. فيُصلّون ويصومون ويحجّون لمن استطاع إليه سبيلا. وستكون زكاتهم بشكر النعمة فبحسب أحدهم لقيمات يقمن صلبه . ذلك لأن المال سيفيض حتى لا يقبله أحد . أقول قولي هذا وأستغفر {الله} لي ولكم من شرور حظ النفس الأمّارة بالسوء. ومن شرور ادّعاء العلم ومن هلاك استعلاء العلماء. فالعالم هو {الله} والعلم هو علم {الله} { ولا يُحيطون بشيء مّن علمه إلاّ بما شاء وسع كرسيّه السّماوات والأرض ولا يؤده حفظُهما وهو العلىّ العظيم } [255البقرة] والسلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته
{ 4} إلى: خادم الحرمين الشريفين السلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته قال ربي وربكم {الله} مالك الملك ذو الجلال والإكرام: { إنّ أول بيت وُضع للنّاس للّذي ببكّة مباركاً وهدى للعالمين } [96 آل عمران] فهلا تأملتم معي هذا العلم المبين. هذا الوعد الحق الذي لا مرية فيه. وذلك أن هذا البيت الذي هو أول بيت وضع للناس، وُضع مباركاً وسبق الكتاب بالقضاء أنه هدى للعالمين. قال جلّ جلاله : { هدى للعالمين }
لم يقل هدى للذين آمنوا ولا للذين أسلموا بل قال { للعالمين } والهدى إنما يكون بأمر الهادي جلّ جلاله. والهدى يجيء من القلب. والقلب بيت الرب. قال جلّ شأنه وعظمت حكمته: { ما وسعني أرضي ولا سمائي وإنّما وسعني قلب عبدي المؤمن } وبما أن هذا البيت الحرام وُضع ليكون مصدر الهدى للعالمين فإنه قد وضع ببقعة مباركة هي قلب الأرض. وهي مركز الأكوان. هي المشكاة تحتضن المصباح الذي يشع هدى ونورا ليعمّ العالمين. ولقد شاء {الله} تبارك وتعالى بما قضى وقدّر أن يجعلكم أجير رحمته وعنايته وخادم بيته الذي وضعه وباركه ليكون هدى للعالمين. فما أعظمها من نعمة أنعمها {الله} عليكم. وما أخطرها من مسئولية أُلقيت على عاتقكم. وما أعظمه من تكليف كُلفتم به دون العالمين. ذلكم هو خدمة هذا المصباح بالعمل على إيصال شعاع الهدى والنور إلى العالمين . والعالمين وما أدراك ما العالمين. إنهم عيال {الله} ومن أحب إلى {الله} ممن يقف على نفع عياله. قال حبيب {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم: ( الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) وبطبيعة الفهم غير المتطرف فإن عيال {الله} تعني جميع خلق {الله}. هو رازقهم وعائلهم . وخادم الحرمين وما أدراك ما خادم الحرمين. ربما تظن بأنكم قد أسميتم نفسكم بخادم الحرمين. لا و{الله} و الحق هو أنكم قد سُميتم بخادم الحرمين من قِبل الإرادة الإلهية الحكيمة التي تنفذ القدر الذي سبق إبرامه في القضاء. { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} هذا ما ينص عليه دين التوحيد. {الله} تبارك وتعالي هو المهيمن المطلق علي كل صغيرة تمتد دقتها إلى أبعد مما يمكن للعقل أن يدركه؛ وعلى كل كبيرة يروح تعاظمها إلى أبعد مما يمكن للعقل أن يتصوره. وبناء على هذا يقع الإدراك بأن هذا الاسم ( خادم الحرمين ) لم يطلق عليكم عبثاً أو مصادفة تعالى {الله} عن ذلك علوا كبيرا. وعليه فإن تكليفكم الذي كلفكم به {الله} هو أخطر وأعظم من كونكم مجرد ملك وخادم ضيوف الرحمن يأتون رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. إن واجب ومسئولية خدمة البيت الذي وُضع للناس وبورك ليكون هدى للعالمين لا تقف عند حد خدمة الحجيج، وإنما تمتد لكل واحد من عيال {الله} المنتشرون على أرض {الله} الواسعة. إن دين {الله} الإسلام الذي انبعث من هذا البيت الذي كُلفتم بخدمته لهو أولى بتحقيق السلام والأمن والنفع بين خلق {الله} وعلى أرض {الله}، من هذه النظريات الغربية التي تدّعي المقدرة على حل مشاكل العالمين. وأن خادم الحرمين هو أولى بأن يكون رجل السلام الأول من ذلك الذي يدّعي بأنه العامل على السلام وعلى تحرير وتثبيت حقوق الإنسان. من هو مالك الملك العزيز الجبّار الحكم المقسط القوي العدل؟ هو {الله} ثم من هو المكلّف بخدمة بيت {الله} والعبد القوي خير من العبد الضعيف. وقوة العبد إنما تستمد من قوة سيده . فمن هو ذلكم العبد القوي المكلف بتبليغ كل واحد من عيال {الله} مأمنه. إن الدجال قد استعلى واستكبر في الأرض وظن وهما أنه صاحب الحكم والسيطرة المطلقة على رقاب العالمين. وهو يظن أنه صاحب القوة والجبروت بما يملكه من سلاح القتل والتدمير . وقد فات عليه أن القوة الحقيقية تعتمد كلمات {الله} سلاحاً لوضع ميزان الحق والعدل لإحياء الناس حياة طيبة كريمة وليس لتحريرهم وإعطائهم حقوقهم بإزهاق أرواحهم وإراقة دمائهم. قال {الله} تبارك وتعالى:
{ ويحقّ الله الحقّ بكلماته ولو كره المجرمون} [82 يونس]
إن الطاغية الّذي يتوارى خلف ترسانة أسلحة القتل والدمار إنما يواري الخور والضعف في بنيانه. وإن من يدفع بكلمات {الله} التامات لهو القوي صاحب السلطان. فمن هو اليوم أقوى من كلّفه {الله} بخدمة بيته وجعله قيّما على رعاية عياله. و الدين الّذي هو عند {الله} الإسلام هو القادر علي إشاعة السلام بين خلق {الله} كلهم جميعاً. وشريعة {الله} القائمة على كلمة التوحيد { لا إله إلاّ الله } التي قال عنها خاتم أنبياء {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم: ( خير ما جئت به أنا و النبيون من قبلي لا إله إلاّ الله ) هي الشريعة التي فيها الحل الناجع السليم لجميع مشاكل العالمين من لدن أبو البشر آدم عليه السلام وإلى أن تقوم الساعة. وبناء على هذه الشريعة الحكيمة زوج آدم عليه السلام الأخت لأخيها وفق حكم الوقت آنئذ. وبناء عليها أوشك إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه لولا أن فداه {الله} بذلك الذبح العظيم . وبناء عليها كان لمريم عليها السلام ولدا دون أن يمسسها بشر. وبناء عليها فعل عيسى عليه السلام: { أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطّير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأُبرئ الأكمه والأبرص وأُحي الموتى بإذن الله } [49 آلا عمران]
وبناء عليها جاء خاتم الأنبياء عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم ليقول:
( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم )
ولقد خاطب محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم، الناس في القرن السابع على قدر عقل الناس آنئذ فأخرجهم من ظلام جاهلية القرن السابع إلى نور الحياة الطيبة الكريمة. فما هو الخطاب الّذي يخاطب به محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم وهو خاتم الأنبياء، علي قدر عقل إنسان اليوم المعاصر ليخرج الناس من ظلام جاهلية القرن الحالي إلي نور حياة الحرية والسلام. من أجل ذلك نحن نقدم: سلسلة لسان العصر في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهو محاولة لإجلاء محتوى الخطاب الّذي يخاطبنا به خاتم الأنبياء في يومنا هذا. وهي سلسلة كتابات لا تعتمد الاجتهاد أو القول بالرأي وإنما تعتمد آيات {الله} المبينات من القرآن العظيم كما تعتمد السنة النبوية المشرفة. ذلك لأن {الله} تبارك وتعالى لم يفرّط في الكتاب من شيء. ولعلنا يمكن أن نقول قولاً قاطعاً بلا أي تردد، أننا وفي يومنا هذا لا نعتمد القول بالاجتهاد لنضع علامات على سكة التشريع. ذلك لأن القرآن العظيم شمل لكل أمرٍ نصّاً. ولأن النبيّ عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم لا ينطق عن الهوى. كما وأننا لا نعتمد العنعنة مع احترامنا الشديد وحبنا للسلف الصالح رواة الحديث رضي {الله} عنهم، وإنما نحقق صحة الحديث الشريف بالنور الذي يشعّ منه موازياً للضوء ينبعث من آي الذكر الحكيم. والسلام عليكم ورحمة {الله} وبركاته
{ 5 } إلى أخي في {الله}خادم الحرمين الشريفين عبد {الله} بن عبد العزيز آل سعود السلام عليكم ورحمة{ الله} وبركاته بالإشارة إلى ما نشر في جريدة الشرق الأوسط العدد 9430 وتاريخ 8 من شهر{ الله} المبارك شعبان سنة 1425هـ الموافق 22 سبتمبر(أيلول) سنة 2004م , قولكم الكريم الذي يشعّ نورا ويفتح أبواب أمل الخلاص للإنسانية جمعاء ويشيع الأمن والاطمئنان والسلام في النفوس التي أرهقتها ويلات الإكراه في الدين والارهاب والكبت والقهر والاستبداد. وما أعظمه من قول كريم وما أشد ما تكون حاجة الإنسان المعاصر لتطبيقه والعمل على ضوء الأنوار المنبعثة عنه. ذلكم قولكم الذي خاطبتم به أعضاء المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي:
( يا أخوان إنكم من أبناء الإسلام الحقيقيين والواجب عليكم دينكم الذي فوق كل شيء , وأخلاقكم وجمع شمل الأمة الإسلامية جميعاً بفئاتها ومذاهبها ) – ( لابد أن تجتمعوا والحوار ليس فيه إلا خير لكم وللإسلام والرب عز وجل أمرنا بالتلاحم والاتفاق , وأنا لا أريد أن أعرفكم على الإسلام فهذا إسلامكم وعقيدتكم , ولكن ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين , قال {الله} تعالى :
{ ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تُكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين} [99 يونس] وقال تعالى:
{ ولو شاء الله لجعلكم أمّة واحدة ولكن يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ولتُسئلنّ عمّا كنتم تعملون }[ 93 النحل]
وقال تعالى: { إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } [ 56 القصص] وقال تعالى: { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } [272 البقرة] (إنتهى)
هذا هو قولكم بلسان عربي فصيح, فالحمد {لله} من قبل ومن بعد أن وفقكم وأجرى على لسانكم هذا القول المبين الذي لا يسعنا أن نزيد عليه إلا الذي قاله {الله} تبارك وتعالى: { أدع إلي سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالّتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل] وقوله تبارك وتعالى وتقدست أسماؤه: { لا إكراه في الدين قد تبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة].
{الله} أكبر {الله} أكبر {الله} أكبر إن هذا لهو الفهم الصحيح الذي يجب أن يكون عليه الرجل المعاصر لدين {الله} الإسلام الحق. وبهذا القول العظيم ينفتح باب السلام لجميع العالمين فيدخلون في دين {الله} الإسلام أفواجا. ذلك لأنهم سيجدون رحمة {الله} التي وسعت كل شيء فاتحة ذراعيها للجميع , لا ترد أحداً ولا تكره أي كان. وتشرئب الأعناق تطالع ما بداخل الحضن الحنين فترى الرجل الأمين محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم , باسطاً كلتا يديه الشريفتين الكريمتين يقول لهم :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . ولا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )
هذا الحديث الشريف العظيم لهو جوامع الكلم المبين. هذا الحديث العظيم يقول بصريح العبارة التي لا تحتاج لإعمال فكر في الاجتهاد ولا لقدح قريحة للتأويل . يقول :- 1- يا صاحب السلطة والصولجان ما أنت بمؤمن ما لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك من جاه وسلطان. والسؤال هنا : كيف يكون ذلك ؟ والجواب مبذول و حاضر :- أن تتقاسم معه السلطان ويقوم سؤال آخر : وهل يمكن أن يتقاسم الأخوان السلطة ؟ والجواب :- أي نعم , يمكن أن يتقاسم الناس , جميعهم السلطة . يتشاركون فيها فيكون لكل واحد منهم الحق في السلطة. وبطبيعة الحال , لا يكون الناس كلهم جميعاً سلاطين وحكام وإنما هم يختارون واحداً أو جماعة منهم يكلفونهم بتمثيلهم على سدة الحكم. وذلك لا لحكمهم والتسلط عليهم وإنما لإدارة شئونهم الحياتية, لا يعصمهم عن الإقصاء و التنحية من مناصبهم إلا التفاني في خدمة الجماعة والإخلاص والأمانة والصدق والإيثار وبعبارة جامعة : لا يعصمهم غير حسن الخلق وحسن المعاملة. وذلك هو الدين القيم. قال محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( الدين المعاملة ) ( الدين حسن الخلق وحسن الخلق هو خلق{ الله} الأعظم ) 2- يا أيها الغني صاحب الأموال ما أنت بمؤمن حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك من بحبوحة العيش . ولعل هذه واضحة وضوح الشمس في كبد السماء . وهي تعني المشاركة المطلقة في خيرات {الله} ونعمه . فالأرض أرض {الله} والخير خير {الله} والخلق كلهم جميعاً عبيد {لله} الواحد الأحد مالك الملك له الحمد بيده الأمر وهو على كل شيء قدير. فكما أن لكل الناس حق المشاركة في السلطة. كذلك لكل الناس حق معلوم في خيرات{الله} على أرض {الله} يتقاسمونها بالسوية ولا يكون لأحدهم حق وللآخر صدقة. لا يكون لأحدهم حق امتلاك وسائل الإنتاج من مزارع ومصانع ومؤسسات مالية والآخر يفترش الأرض ويلتحف السماء مريضاً مشرداً جائعاً حتى الموت. قال {الله} تبارك وتعالى الرحمن الرءوف الرحيم: { ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو } [219 البقرة] والعفو هو ما زاد عن الحاجة الحاضرة . وعن هذا قال محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( من كان عنده فضل زاد فليجد به على من لا زاد له ومن كان عنده فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له )
قال الصحابي الكريم راوي الحديث [ ذهب النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم , يعدد في الفضل حتى ظننا أن لا حق لأحد في فضل . فإن تم للناس كلهم جميعاً أن يدخلوا الحمى الأمين بين ذراعي رحمة {الله} الحليم التي وسعت كل شيء، يتشاركون السلطة والخيرات في مساواة مطلقة من كل قيود القهر والاستبداد والاحتكار والتمييز في الجنس والعرق والعقيدة , يكون قد آن أوان تحقيق العدالة الاجتماعية فيعيش الناس أحراراً إخوة على سرر متقابلين يقول لسان حالهم ولسان مقالهم :
{ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء } . أخي الكريم عبد {الله} إن النداء الذي أرسلتموه إلى كل مسلم لهو نداء الخير ينطلق من أشرف وأطهر بقعة على وجه الأرض ليعيد الزمان يستدير كهيئته يوم بعث {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم منادياً في الناس : ( يا أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب . يا أيها الناس لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى . يا أيها الناس لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . يا أيها الناس إن المؤمن لا يكذب ) ولقد جاء نداءكم الكريم هكذا :- ( يا إخواني أنا أريد أن أحمل كل مسلم وأنتم في المقدمة , كل مسلم عليه أن يتحمل ما يحسن سمعة الإسلام, لأنه مع الأسف أبناء الإسلام شوهوا سمعة العقيدة الإسلامية , وهذا واجب عليكم كلكم , واجب على كل مسلم أن يدافع عنها بالتي هي أحسن وبالعقل وبالحقيقة ) {الله} أكبر {الله} أكبر {الله} أكبر . لقد جاء الحق المبين من ولاة أمر المسلمين من قلب الأرض حيث وضع أول بيت للناس: { إنّ أوّل بيت وُضع للناس لّلذي ببكّة مُباركاً وهدى للعالمين} [96 آل عمران] فلبيك يا عبد {الله} .
وإليـك سهـمي به عنـها أذود فهي في رحلي و صميـم فؤادي والسـهم من فهم مـن رب يجود بالحسنى لا بسيف ولست إرهابي
ولكي نسعى لتحسين سمعة الإسلام لا يكفي أن نصرح بأن دعوة الإسلام تقوم على التي هي أحسن ونقرأ: { أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [125 النحل] وننسى أو نتناس أن نذكر قول {الله} تبارك وتعالى :-
*{ يا أيّها النبيّ جاهد الكفّار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير}. [73 التوبة]
* { يا أيّها النبيّ حرّض المؤمنين على القتال إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن مّنكم مّائة يغلبوا ألفا مّن الّذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } [65 الأنفال]
* { وأعدوا لهم مّا استطعتم مّن قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين مّن دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يُوفّ إليكم وأنتم لا تُظلمون } [60 الأنفال]
* { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فخلّوا سبيلهم إنّ الله غفور رحيم }. [5 التوبة] * { وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدّين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظّالمين }. [193 البقرة] * { قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يُعطُوا الجزية عن يد وهم صاغرون } [29 التوبة]
يجب علينا ألا نتجاهل هذه الآيات الكريمة فهي أمر {الله} تبارك وتعالى وشريعته للجهاد بالسيف. وبناء عليها يقوم أمر بعض أبناء الإسلام بما يقومون به في يومنا هذا من ترهيب وتقتيل للمسلمين الذين ليسوا على مذهبهم ولغير المسلمين باعتبارهم الكفرة الفجرة. وفي نفس الوقت نطالع كلمات {الله} تبارك وتعالى التامات حين يقول جلّ وعلا :
* { أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالّتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل]
* { ليس عليك هداهم ولكنّ الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلاّ ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون } [272 البقرة]
* { إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } [56 القصص]
* { لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة]
* { ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين} [99 يونس] * { الله خلق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيل * له مقاليد السماوات والأرض والّذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون } [63 الزمر] * { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون } [64 آل عمران]
* { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم وقولوا آمنّا بالّذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون } [46 العنكبوت] * { وإنّ من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أًنزل إليكم وما أُنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا أُولئك لهم أجرهم عند ربّهم إنّ الله سريع الحساب } [199 آل عمران] بهذا يجد المسلمون أنفسهم أمام معضلة استعصى حلها عند بعضهم فوقفوا حيث هم عند شريعة الجهاد في سبيل {الله} بالسيف. وآخرين فتح {الله} عليهم وأنار بصائرهم فنادوا إلى الجهاد في {الله} بالحكمة والموعظة الحسنة و المجادلة بالتي هي أحسن . ولعل السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو :- كيف يجوز لنا أن ننتقل من نصوص شرعية محكمة إلى نصوص قرآنية منسوخة . والجواب في غاية البساطة موجود ومبذول في نصوص آيات {الله} المبينات, وفي حديث رسول {الله} الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. هنا نقتبس بعض ما جاء بكتابنا من سلسلة لسان العصر:
( دستور الإنسان المعاصر )
[ ولعل أن أول ما يجب علينا فهمه فهماً صحيحاً وبناءاً على المبادئ الأساسية القائمة على رحمة الرحمن التي وسعت كل شيء ؛ هو مسألة النسخ التي وردت في القرآن العظيم . قال {الله} سبحانه وتعالى العليم الحكيم الخبير القدير: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير } [106البقرة] قال المفسرون بأن النسخ : إلغاء للحكم . وبناء على ذلك استبعدت أحكام الآيات المنسوخة من مسوقات التشريع , وقامت القوانين الشرعية على ما هو حسن من الآيات واستبعد ما هو أحسن من الآيات . وهذا أمر كان مطلوباً فقد بُنيّ على الحكمة الحكيمة التي راعت حكم الوقت فيما سبق . قال النبيّ محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم:
( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم )
وإن نحن عرضنا ما سلف من فهم للنسخ بأنه [ إلغاء ] على ميزان أسرار الأُلوهية ؛ لعرفنا أن النسخ إنما هو[ إرجاء] وليس إلغاء. تعالى {الله} عن تغير أحكامه علواً كبيرا . آيـات {الله} كلها حسنة ولكن بعضها أحسن من بعـض . قال تعالى : { واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العـذاب بغتة وأنتم لا تشعرون } [55 الزمر]
وبناءاً على حكم الوقت وعدم استعداد قدر العقل على استيعاب الأحكام الواردة في أحسن ما أُنزل من آيات ، قام التطبيق على الحسن وتم إرجاء الأحسن حتى يحين حينه . حين يكون العقل البشري مستعداً للفهم وقادراً على الإدراك والتطبيق للوسائل المحققة لفعاليات المستوى الأحسن من قانون سنة {الله} في خلقه. وقد جاء هذا الحين الآن. وعدم إتّباع الأحسن و الشروع في تطبيقه حسب حكم الوقت الحاضر يؤدي حتماً إلى شل تطور العقل البشري وهذا ما هـو حادث الآن من أمر المسلمين.قال تعالى: { فإذا انسلخ الأشهُرُ الحُرُم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم } [5 التوبة] هذه من الحسن من الآيات، فهل نحن مأمورون في هذا اليوم الذي نحن فيه أن نطبّق هذه الآية الكريمة !؟ . أم انه واجب علينا أن نسعى لتطبيق الآية الأحسن , والتي كانت مما اعتبر منسوخا في سالف الوقـت ألا وهي قول {الله} تبارك وتعالى: { أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل]
الجهاد في سبيل {الله} من أسمى ما يُتقرب به إلى {الله} . ولقد أُمرنا أن نعد له ما استطعنا من قوة . ولقد أعددنا وبتوفيق {الله} فيما سلف كل المتاح حينئذ من قوة الخيل والسيـف والرمح : فغلبنا أقوى الأمم ونشرنا الإسلام في بقاع الأرض. تلك كانت القوة الفاعلة في ذلك الوقت . القوة الفاعلة التي نتج من استعمالها إحياء الناس حياة كريمة فهل لنا اليوم أن ننتصر بما هو متاح لنا من قوة السلاح !؟ وإن نحن استعملنا هذا السلاح الذي نملكه ونعرف كيف نستخدمه وعلى قمته السلاح النووي فهل ستسفر المعركة عن منتصر ومنهزم !؟ أم أنها الإفناء للبشر !؟ لقد استُعمل السلاح فيما سلف لخير البشرية وإسعادها وإحيائها حياة طيبة آمنة . فهل يمكننا بسلاح يومنا هذا أن نوفر ذلك للبشر !؟. هذا لعمري أمر لا تنكره العقول السليمة. الأمر لإعداد القوة للجهاد في سبيل {الله} ما انفك قائماً. والقوة الفاعلة اليوم وبحكم الوقت الحاضر هي قوة العلم والمعرفة المسبوكة على نار المحبة الصادقة: { إنّي آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى } هي قوة حجة البيان والمنطق السليم. هي قوة النموذج الطيب وحسن الخلق ، فالدين المعاملة والدين حسن الخلق . وما نشاهده اليوم من أدعياء الدعوة للدين الذين شهروا السلاح في وجه الإنسانية فقتلوها وأرهبوها وزعزعوا أمنها واستقرارها ثم لم يفلحوا ألاّ تكون فتنة ، وأن يكون الدين {لله}. إنّما نشاهد ونشهد أن {الله} سبحانه وتعالى يضرب لنا الأمثال لبطلان اتخاذ قوة السيف والمدفع للجهاد ووجوب الدعوة إلى سبيل {الله} بالحكمة والموعظة الحسنة. قال تعالى: { أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [125 النحل]. {الله} سبحانه وتعالى هو الهادي وهو الّذي يُضل وليس لأحد من الأمر شيء . قال يخاطب نبيّه الكريم بعد ما أمره ليقاتل الناس حتّى يشهدوا {ألاّ إله إلاّ الله} وأن محمدا رسول {الله} ويقيموا الصّلاة ويُؤتوا الزكاة ويصوموا رمضان ويحجوا لمن استطاع إلى ذلك سبيلا ؛قال له: { ليس عليك هداهم ولكنّ الله يهدي من يشاء } [272 البقرة] وقال جلّ وعلا: { ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يُضلل الله فما له من هاد } [36 الزمر] { ومن يُضلل الله فلا هادي له } [186 الأعراف]
ولقد كان الرسول الكريم صلى {الله} عليه وسلم يقول عقب الرجوع من الغزو:
( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر . ألا وهو جهاد النفس )
القوة الفاعلة اليوم هي قوة العلم والفكر والخلق الحسن . قال عليه الصلاة والسلام: ( تخلقوا بأخلاق{ الله} إن ربي على صراط مستقيم ) أفلم يطالع هؤلاء المجاهدون بالقنابل والمتفجرات : آيات {الله} المبينات أم أنهم لم يسمعوا بأقوال النبي الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، الذي أُرسل رحمة للعالمين !؟ لقد قتلوا النساء والأطفال الأبرياء باسم الدين والدعوة إلى سبيل {الله}. أم لم يطّلعوا على قول الرحمن الرحيم العزيز الجبّار القادر المقتدر: { من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعا ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبيّنات ثمّ إنّ كثيرا مّنهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون } [32 المائدة].
أخي في {الله} عبد {الله} آل سعود , فليحفظكم {الله} ويطيل في عمركم حتى تشهدوا الاستجابة لندائكم العظيم وذلك حين يتعقل المتخلفون فيلحقوا بركب المحبة والمودة والسلام. حين يقف المسلمون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. و كما ذكرتم: ( جمع شمل الأمة الإسلامية جميعاً بفئاتها ومذاهبها ) أقول قولي هذا وأستغفر {الله} لي ولكم وأدعوه تبارك وتعالى أن يكشف عنا الكرب وأن يهدينا ويهدي جميع الناس فندخل ويدخلوا في دين {الله} الحق الإسلام أفواجا. | |
|