التاريخ : 2013/3/5
بقلم : واثق الجابري
الوصول الى قمة الشهرة من قمة الخدمة ولا تحتاج وسيلة للأعلان، انما هي تراكم افعال محصلتها المقبولية لدى المجتمع، وثبات المميزات الشخصية لا تأتي من وسائل غير مستقرة إنما بالارتكاز على المنهج الصحيح ليكون مصداق للعمل. تتسابق الكيانات السياسية اليوم للانتخابات المحلية التي في مجمل اهدافها الخدمة ويعلن عن اسماء المرشحين وفق ضوابط ححدت بتشريعات، اختيار الناخي لمرشحه لا يستقر من خلال الاعلانات والصور التي توضع في الشوارع وانما من مجموعة صور تختزن في الذاكرة وربما هنالك من يريد ان يعطي البريق الاخير للانطباع في عقلية الناخب لحين وصول الصندوق من اتباع الاثارة والعزف على عواطف المجتمع، في اليوم الاول من بدأ الحملة الأنتخابية لوحظ ا ان للبعض الاستعداد للتجاوز على الممتلكات العامة والشوارع والاشارات الضوئية وعلامات الدلالة بمخالفة لضوابط امانة العاصمة والبعض حاول استغلال منصبه او امكانياته العشائرية، ذكرني هذا الموقف بموقف يشير الى ان الاخلاص في العمل والتخصص افضل وسيلة للاعلان عن الشخص، فحينما جائني احد اقاربي من الجنوب بعد ان اصيب بمرض يشكو به من ألم الصدر قريب من القلب باع لأجله كل ممتلكاته وهو يجوب عيادات الاطباء ويشتري الادوية الاصلية المنشأ بأغلى الاسعار وعلى هذا الحال ستة اشهر وكل طبيب يصف له دواء يختلف عن سابقه، وبالصدفة نصحه احد الناس بالذهاب الى طبيب اسمه (د زهير قصير) ولكن لا يعرف عنوانه في بغداد وحين وصل لم أكن اعرف البروفيسور زهير قصير وما ان سألنا اول صيدلية قال انه في السعدون (شارع المشجر)، دخلنا ذلك الشارع بين الاعلانات الكبيرة الضوئية ووجدنا من كتب عدة اختصاصات وكتب ما يعرف وما لا يعرف وكلما نقرأ اسم احدهم نقول افضل من السابق، كلما نسأل يقال الى الامام وهكذا لم نجده حتى قال لنا شخص ان خلفكم قال كيف لم نراه ونظري 6\6 استغرب الرجل وجاء معنا الى قطعة صغيرة تكاد لا ترى مكتوبة بخط قديم بسيط (د. زهير قصير) فقط لم يذكر فيها الاختصاصات التي حصل عليها ولم يمتدح نفسه، صاحبي لم يصدق ان شفائه سيكون على يد هذا الطبيب بعد تجربته الطويلة التي ارهقته وارهقت كل اقاربه لكونه كبير ابناء عمه والكل قلق على قلبه من التوقف في اي لحظة, وما ان دخلنا استقبلنا بحرارة وحينما عرف ان صاحبي جاء من مكان بعيد رفض اخذ (الكشفية) خوفاّ على ان لا يكفي ما عنده للسكن واجور النقل والمصاريف، وضع صاحبي اكياس الادوية و(الوصفات) على مكتبه وشرح له الحالة، نزع الدكتور مناظره ومد يده على مكان الألم وضحك وقال إلقوا كل الادوية في النفايات وتذكر لي ماذا حملت قبل ستة اشهر، بسرعة تذكر صاحبي انه حمل قنينة غاز في ذلك اليوم فقال علاجك الراحة لمدة اسبوع دون حركة وانت لا تحتاج الى اي علاج وسأكتب لك نوع واحد من منشأ محلي بسعر قليل، صديقي ذهب ألمه الذي يؤرقه لأشهرفي اباب العيادة وانفتحت شهيته الغائبة من فترة طويلة، وقال اني جائع، ذهبنا الى مطعم كباب كاكا علي اكل (نفرين) مع الخبز الحار وشرب لبن اربيل وبعدها ثلاثة (استكانات) شاي عراقي ابو الهيل، ولم يشرب الدواء من يومها، وعرفنا ان الشهرة تأتي من الاخلاص بالعمل ولا تحتاج الى اعلانات واغراءات وإنما من رؤية عميقة وشعور بالأخر دون خداعهم او التجاوز على حقوقهم