عماد صادق العلوان
عزيزي القارئ ارجو ان لا تتعجب من عنوان المقال فهذا بالضبط مايسعى الى تحقيقه حزب سياسي له حساب على الفيس بوك ويدير موقعه عراقي اسمه خطاب الحربي يقيم في استراليا ويعاونه في التحرير 5 لبنانيين وسوري واردني وكويتي وعدد المسجلين في الموقع يتجاوز العشرة الاف .
هدف هذا الحزب اقامة دولة اسلامية سنية تمتد من العراق الى سوريا الى لبنان وتضم ولايات سنية هي ديالى ونينوى وصلاح الدين والانبار في العراق وولايات سوريا السنية : دمشق وحلب والرقة ودير الزور والحسكة واللاذقية وحمص وولايات لبنان السنية طرابلس وعكار . وحسب فكر هذا الحزب فان الهدف هو اقامة دولة سنية عربية كبيرة قوية يزيد عدد سكانها على 55 مليون نسمة من اجل " خلق ترابط فكري وثقافي وقومي بين سنة العراق وسوريا ولبنان ، وتعريف اهل السنة بمناطقهم وقدراتهم ، والابتعاد عن المهاترات والنقاشات العقيمة مع الشيعة والعلويين وعزلهم ضمن مناطقهم وتحييدهم عن الدولة السنية " .
اما ما يخص "الاقليات " فانهم حسب ما يدعي الحزب " ينضمون الى هذه الولايات السنية بشكل ديمقراطي وسلمي " ماعدا الشيعة والعلويين " بسبب تاريخهم الاجرامي وبسبب المشاريع التوسعية الشيعية على حساب الطوائف الاخرى " .
هذه الدولة الجديدة تمتلك امكانات اقتصادية كبيرة ( النفط والزراعة والماء والقوة البشرية ) وتستند الى عمق جغرافي يتمثل بتركيا السنية والاردن السني في مواجهة دولة الشيعة في ايران وجنوب العراق وجنوب لبنان .
فكرة الولايات السنية العربية تقف ورائها جهات دولية ومحلية لها امكانات مالية للترويج اليها ، ويقال ان بعض الداعين الى انشاء اقليم الانبار السني هم جزء من العاملين على المشروع الاكبر : اتحاد الولايات السنية العربية . وهناك شخصية انبارية مثرية تسعى الى تأسيس قناة " الفلوجة " الفضائية بتمويل قطري ستبث من عمان ودبي للترويج للمشروع الجديد .
يلاقي مشروع الاقليم السني في العراق تأييدا شعبيا متزايدا بسبب الشعور المتزايد عند أهل السنة في العراق بأنهم يعاملون من قبل الحكومة الطائفية في بغداد بانهم مواطنون من الدرجة الثانية وتهميشهم ومنعهم من اخذ مكانتهم في الدولة الجديدة . كما يلاقي مشروع الولايات السنية العربية المتحدة تأييدا كبيرا في سوريا ، حيث افرزت الحرب الاهلية الدائرة منذ سنتين فرز طائفي واضح ، وادى الى صبغ حركة المعارضة المسلحة بالصبغة السنية البحتة بحيث لم تتردد في اعلان اهدافها باقامة دولة اسلامية سنية الطابع في سوريا وطرد الاقليات التي لا اترضى طوعا الانتماء للدولة الجديدة . اما في لبنان فالفرز الطائفي حاصل منذ عام 2005 ( مع اغتيال رفيق الحريري السني واتهام حزب الله الشيعي بجريمة الاغتيال ) ومع تعاظم قوة التيارات السلفية في مناطق السنة : طرابلس وعكار وصيدا وبيروت الشمالية .
مشروع الولايات السنية لا يمكن ان يتم دون ان تسيل دونه الدماء – ذلك الن هناك مناطق مختلطة وتداخلات عرقية ومذهبية لا يمكن فرزها دون ان تحسم عسكريا ومنها بغداد الكبرى .
نقول ، بعد ان كنا نتغنى بالوحدة العربية الكبرى من المحيط الهادر الى الخليج الثائر صرنا نخطط لدول وولايات على مقاسات مذهبية وعنصرية والسبب هو خطل السياسات التي اتبعتها وتتبعها الانظمة السياسية التي لم تفهم سياسة العباد فالنتيجة كانت بان تبرز مجموعات تعاني التهميش والاحباط وبالتالي التطرف في سبل الخلاص . فان كان النظام السابق قد اخطأ فلماذا يصر النظام الحالي على تكرار نفس الخطأ وبعناد وتكبر اكثر على تهميش مكون حيوي وكبير من عرب العراق ليتلاقى مع اهداف قوى دولية واقليمية لا تريد لنا خيرا وتنفذ اجندة دولية لا مكان لنا فيها الا دور بيادق يتم تحريكها عن بعد .