تضييع مظلومية السنة في عموم
المظلومية العراقية
لعل هذا العنوان واضح ..لا يحتاج الى مزيد شرح. لكن لابد من التعقيب عليه:
فكل الطيف السني القيادي في الداخل و الخارج.. ومن كان داخل العملية السياسية .. او خارجها..........
·لايستطيع ان يصيح باعلى صوته امام الصحف و الفضائيات و المؤتمرات الدولية وحتى اثناء زياراتهم و اجتماعهم مع قادة دول العالم.......
·ويقول نحن السنة في العراق مظلومون
لانه ببساطة يخاف ان يتهم بالطائفية ..ويالها من تهمة !!
مظلومون بمربع القتل و الاعتقال و التهجير و الافقار. ضمن برنامج مخطط له وممنهج و باتفاق امريكي ايراني شيعي كردي .. سريع التنفيذ.........
·استثمارا للحرب على الإرهاب
والحرب على الارهاب استفاد منها الشيعة في تغيير ديموغرافية بغداد. والدور القادم هو على ديالى و سامراء.
فالقادة الشيعة يريدون بقاء تنظيم القاعدة في العراق حتى لو لم يكن موجودا ..او موجودا بشكل هزيل، لكي يستمر الاعتقال و التهجير و تغيير ديموغرافية مناطق السنة، كما شاهدنا بُعيد مسرحية قبة سامراء؛ لان طموحاتهم الطائفية القذرة لابد لها من غطاء مشروعية الدفاع للحرب على الارهاب السني. وهكذا تغطت طموحاتهم الطائفية .. بمظلوميتهم الكاذبة.........
·الان تغيرت ديموغرافية بغداد الى 75 % من الشيعة بعد المجازر التي اعقبت تفجير قبة سامراء.
هل هناك افضل من هذه الهدية تقدمها الحرب على الارهاب للشيعة الطائفيين؟
وكلما يقع المالكي في مأزق سياسي او فضيحة سياسية او فساد مالي، تبدأ الانفجارات المدوية هنا او هناك و العمليات الارهابية هنا او هناك .. بتدبير ايراني طبعا، يخرج منها المالكي منتصرا.. على الارهاب.بل في احرج لحظاته السياسية عندما هزمت قائمته في الانتخابات، دل الامريكان على مكان ابو عمر البغدادي و ابو المهاجر المصري ... وتخلصوا منهما دفعة واحدة، ليخرج بشهادة حسن سيرة و سلوك من الامريكان.
تستطيع ايران ان تفجر في أي منطقة في بغداد ..باسم القاعدة، لتبدأ الاعتقالات في صفوف من بقي من السنة.. في اليوم التالي؛ استكمالا لتغيير ديموغرافية المناطق المختلطة بل وحتى السنية. وهكذا دخل السنة في العراق دوامة ملعونة لا تنتهي الا اذا انتهوا هم .. وانتهى دينهم ,, وانتهى تأثيرهم.
ايران تفجر .. تصنع مظلومية .. والشيعة يعتقلون و يقتلون السنة. وفي خضم هذه الكارثة التاريخية بالسنة العراقيين..........
·يصر كل قادة الطيف السني ..على تضييع مظلومية السنة
وهي تشكل 95 % من مجمل الظلم الواقع على كل العراقيينتضييعها .. بالقول بالظلم الواقع على الشعب العراقي!
و أي شعب عراقي هذا.. اذا لم يعتقل لحد الان كردي واحد. ولا رجل دين شيعي واحد. كل المعتقلين المجرمين من قتلة الشيعة افرج عنهم المالكي ليبقى السنة وحدهم يشكلون اكثر من 95 % من مجمل المعتقلين الباقين.
و الطائفة الشيعية ابناؤها لهم الاولوية في التعيينات و الدراسات العليا و المناصب القيادية .. ادارية و امنية و عسكرية.
و السنة لهم الاولوية في الاعتقال و القتل و التهجير.
فعن أي عراقي مظلوم يتحدث القادة السنة سامحهم الله
لماذا تضيع مظلومية السنة في عموم المظلومية العراقية الوهمية
وعلى يد القادة السنة انفسهم: حزب اسلامي – هيئة علماء- مقاومة- قائمة عراقية.
هل يعلم القادة السنة انهم يسدون خدمة جليلة لجلاديهم الشيعة؟
كيف ؟؟
سيظهرون (باستعمال لفظ العراقيين المظلومين) .. المالكي بصورة الظالم الذي يظلم العراقيين دون تحديد .. اي ديكتاتور وطني، وليس جلادا شيعيا يضطهد السنة تحديدا. والمالكي وغيره يفرحون عندما يخاف السنة من ان يستعلنوا مظلوميتهم السنية.
هل تظنون اننا سنهز شعرة في جسم المالكي و اعوانه عندما نستعمل اصطلاح (حكومة الاحتلال.. او حكومة المنطقة الخضراء ..او من جاؤوا على ظهر الدبابات الامريكية)؟
بل حتى استعمال اصطلاح (عملاء ايران .. والطائفيون) .. لا يسمن ولا يغني من جوع............
·لا بد من جبهة تمثل السنة العراقيين بالاسم ..سنة عراقيون...... اولاً
·ولا بد من استعلان مظلومية السنة بالاسم على يد الشيعة ...... ثانياً
بل سيسدون الى الاكراد المتواطئين في قتلنا مع الشيعة خدمة جليلة.
كيف ؟؟
سيقولون: ان الاضطهاد يشمل العراقيين بدلا من السنة، وبالتالي لا يظهر القادة الاكراد امام شعبهم السني بمظهر الخائن لدينه.
·أي ان السنة يخدمون جلاديهم. شاؤوا ام ابوا. فأي خيابة بعد هذه الخيابة ؟؟
باكستان والهند...... تجربة ماثلة... ومماثلة لما يجري في العراق
قبل ان ينفصل المسلمون الهنود عن الهندوس في جمهورية باكستان الغربية و الشرقية عام 1947، بدأت المجازر الهندوسية بحق المسلمين الذي حكموهم 600سنة بلا مجازر، فاعلنوا في سنة واحدة انهم قد ظلموا من اخوة الدم و ان التعايش مستحيل و عليهم الانفصال بدولتين، وسحقاً للهوية الهندية. ووافق غاندي على مطالبهم.
لم يخافوا ان يتهموا بالطائفية ..كما هو حالنا اليوم. ولم تصدر فتوى عرجاء بحرمة الانفصال .. بل كان علماؤهم يساندوهم.
اين نحن من كل هذا ؟؟
لا ينفع أن تضطهد طائفياً.... وتدافع وطنياً
اذا ما تعرضت لاضطهاد طائفي الى درجة الاستئصال، منذ 2003 ولحد الان وسيستمر الى ما شاء الله تعالى، فانك غير قادر على دفعه عن السنة بقولك: ان الاضطهاد طال العراقيين الشرفاء .. او الرافضين للاحتلال .. او اعظمية .. دورة .. صلاح الدين .. ديالى.
كل هذا لاينفع.... لا ينفع ان تضطهد طائفيا ... وتدافع وطنيا.
حتى في حسابات الربح و الخسارة لم نفكر كم سنكسب لو اعلناها للعالم اننا جبهة عراقية سنية هدفها دفع الظلم عن السنة!
وكلما تأخرنا كلما زادت خسائرنا و صعب تعويضها في المستقبل.
لن يوقف الظلم علينا سوى إعلان الهوية السنية
بل ان الظلم باذن الله سيتوقف بعد مدة قصيرة لان مشروع نشر التشيع الايراني في ارجاء العالم الاسلامي .. سيكون في وضع حرج.
ان تقول نحن سنة مظلومون و الشيعة هم من يضطهدنا سيقلب الطاولة على المشروع الايراني. انسيتم اننا امتداد لامة الاسلام من المحيط الى المحيط؟وان ايران تريد نشر التشيع من المحيط الى المحيط .. باموال النفط.
فلو اعلن عن حرب ابادة ضد السنة في العراق -وهو ما يحدث فعلاً -سيستفز العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه ضد الشيعة.
وبدرجة او باخرى سيستنفر ضدهم رسميا و شعبيا.
فلن تستطيع ايران في هكذا ظروف ان تنشر التشيع.
بل ان الاقليات الشيعية هنا او هناك ستصبح تحت ضغط نفسي و حتى امني .. في خضم تصاعد الصحوة الاسلامية السنية. وستدعو ايران كلابها في بغداد الى التهدئة و التفاهم مع هذه الجبهة السنية.
بل ستحرج الحكومات العربية السنية العلمانية التي لا تبالي بما اصابنا و ما يصيبنا على يد الشيعة ..وكل همهم عقد الصفقات التجارية و النفطية مع حكومة بغداد الشيعية، الذين طالما قالوا انهم يقفون على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية.. مسافة واحدة من الجلاد و الضحية! و ليذهب اخوانهم سنة العراق الى الحجيم.
كانت الطائفية عليهم حلالاً فعلا و اضطهاداً خدمة لعقيدتهم الباطلة، وعلينا حراما انقاذا لديننا العظيم.
في هذه المعادلة يدفع السنة ثمن عدم التفاف حول هويتهم السنية اولا و اخيرا. يدفعونها دما و ارضا و دينا.
يريدونها حرباً غير معلنة على السنة
ان الشيعة يريدونها حرباً على السنة .. دون ان يعلنوها حربا على السنة. فمرة يسموننا ارهابيين او تكفيريين او صداميين او وهابيين او فلول النظام السابق.
وتحت مسميات قانونية و دستورية ومؤسساتية: الحرب على الارهاب .. فرض القانون.. دمج الميليشيات بالجيش والشرطة .. تشييع الوزارات.. عدم تعيين السنة. والاجراءات الثلاثة الاخيرة.. لا يمكن للدستور الاعمى ايقافها.
أي ان الشيعة .. يريدونها حربا مستترة ضد السنة. حربا تحت الطاولة..........
·فعلينا جعلها فوق الطاولة .. ونعلنها للعالم
الشرع فوق الوطنية ؟ أم الوطنية فوق الشرع ؟
شرعا يجب ان ندافع علنا عن هويتنا السنية قبل العراقية.انها الهوية التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة وليس العراقية.
لدينا القوة لنفعلها .. لكن ليس لدينا الارادة. فماذا ننتظر؟ لا ادري.
هل من مبادر؟اللهم اخرجه من بيننا .. نصرة لدينك وسنة نبيك. اللهم امين
امثلة على ما نقول
بعض الامثلة على ما نقول :-
كان الدكتور عدنان الدليمي اكثر شخصية سنية يستعلن مظلومية السنة ..استثناء من لفظ المظلومية العراقية. وكان بكل شجاعة يعلنها داخل العراق، في احداث 2006 و حتى قبلها. لكن عندما اشترك في مؤتمر اسطنبول اعلنها امام عشرات من وفود الدول الاسلامية .. اعلن مظلومية السنة صراحة...... فهاجت حكومة الائتلاف الموحد الشيعي و ماجت. بل وصلت الهيستيريا الطائفية الى حد مطالبة احد سفائهم - واظنه نديم الجابري - الى حد المطالبة بقطع تصدير النفط عبر تركيا .. فتأمل!
·اذن فهو سلاح بيدنا فماذا ننتظر ؟؟
مثال اخر..... ولكن
خلال احداث 2006 المأساوية خرج الدكتور حارث الضاري من العراق بعد ان اسقطت ميليشيات جيش المهدي 93% من مدينة بغداد.. وباقرار نائب التوافق عبد الكريم السامرائي.
في محفل كبير في اليمن تواجد الدكتور الضاري لشرح الاحداث. وقال ان هذه المجازر مسؤول عنها الاحزاب الشيعية ولا تمثل الطائفة الشيعية!
ولا اعلم هل ان الموقف كان للدفاع عن وحدة العراق انذاك؟ ام الدفاع عن عقيدة عدوانية تربى عليها كل ذئابهم ،ولم يعلم الضاري مدي عدوانيتها و حقارتها؟ ام الدفاع عن اهل السنة بكل الوسائل ..كان هو الاجدى به؟
هل كنا في وضع قوة للدفاع عن وحدة الصف؟ ام وضع ضعف للدفاع عن النفس؟
ولو فرضاً أننا اتهمنا بالطائفية .. اي الانحياز لطائفتنا و ديننا و اسلامنا على حساب طائفتهم الظالمة .. هل هذا عيب؟ .. ام واجب شرعي؟
مثال اخر
عندما خرجت جبهة التوافق السنية ( دون ان تتسمى بالسنية) من تشكيلة حكومة المالكي في 2007 احتجاجا على الاعتقالات و المعتقلين السنة و الظلم الواقع على السنة، دون ان تذكر كلمة ( سنة ) مرة واحدة. واضطروا الى العودة الى تشكيلة الحكومة دون تحقيق يذكر لمطاليبهم. الا ان ما لفت انتباهي .. تصريح لطالباني قال فيه ( معربا عن ارتياحه لعودة العرب السنة الى الحكومة ): "الان نستطيع ان نسميها حكومة عراقية"؛ لانه لا يريد ان تنكشف للعالم بصفتها حكومة كردية شيعية، نتاج لصفقة كردية شيعية قذرة امام العالم. فاعطيناهم ما يريدون دون الحصول على ما نريد.
وهو نفس الطالباني الذي ثارت ثائرته في 2006 بعد تفجير مدينة الصدر الذي تسبب في 200 اصابة، وخرج يهدد السنة كطائفة لا كتنظيم القاعدة بكل صلافة بجانب عبد العزيز الحكيم، ويقول لدينا مئات الالاف من المسلحين.. وقبل ان يعلم الجهة الفاعلة!
وتثور ثارته لحسينية واحدة اقتحمها الامريكان في 2005، حسينية المصطفى في حي اور واخرجوا ادوات التعذيب المعدة للسنة، ولم تثر لاكثر من 200 مسجد سني تم الهجوم عليه في 2006 ، ناهيك عن ملايين وملايين الضحايا.
في وقتها سألت احد الاكراد المتدينين ..او هكذا بدا لي. قلت له: لماذا لا تخرجون من حكومة المالكي لتسقط و نرتاح منه ؟فقال لي: اعطونا كركوك و نحن ننسحب. فعلا صوتي عليه واصبت بحالة من الهيستريا. لكني عدت بعد مدة طويلة لاجد اننا نحن السنة الملامون، لا هؤلاء الانجاس.
نحن الذين نخجل من اعلان هذا الظلم للسنة على الملأ.. في جبهة تدفع كل هذا الظلم. ان كان اليوم بالكلمة فغدا يفتح الله تعالى بيننا و بين الذين ظلموا.
برهان الدين احمدسالم
منقوووول