لم يكن حلم التخرج في الجامعة فقط هدف أربعة طلاب من قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بقطاع غزة، عندما ابتكروا جهازاً لقراءة النصوص وترجمتها، بل كان طموحهم أن يعود مشروعهم بالنفع على ذوي الاحتياجات الخاصة.
وحاول الطلاب الأربعة من خلال جهازهم الصغير الذي يعتبر الأول من نوعه لقراءة النصوص باللغة العربية، أن يتركوا بصمة لهم في حياة عشرات الآلاف من المكفوفين، وممن يعانون ضعفا شديدا في الرؤية والأميين.
ناجي الزطمة (23 عاما) أحد طلبة المشروع، أكد أنهم أرادوا أن لا يكون مشروع تخرجهم مجرد مشروع تخرج، بل أن يكون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة (المكفوفين)، والأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، إضافة إلى أنه قد يكون أداة تعلم للأطفال.
ويوضح الزطمة في حديث لمراسل الجزيرة نت أن هذا الابتكار الصغير في حجمه هو الأول من نوعه في الوطن العربي الذي يقرأ النصوص باللغة العربية.
من جانبه، يقول الطالب عدي أبو ريدة (23 عاما) إن الجهاز عبارة عن لوحة إلكترونية مزودة بكاميرا تلتقط صورة لورقة كتبت عليها نصوص، ومن ثم تحولها -عن طريق "كود" معين- إلى نص، ثم يتحول النص إلى صوت مسموع.
دعم المشروع
وبإمكان الجهاز قراءة النصوص أيضا باللغتين العربية والإنجليزية، وهذا غير موجود في الوطن العربي، حيث إنه يوجد قارئ للنصوص باللغة الإنجليزية، حسبما أفاد أبو ريدة.
ويخشى الطلبة الفلسطينيون أن يتوقف مشروعهم إن لم يتم تبينه ودعمه من قبل الجهات الحكومية أو الأهلية المختصة في فلسطين.
ويتمنى الطلبة الأربعة أن يتم دعم مشروعهم المبتكر حتى يتمكنوا من إفادة الشرائح التي صمم من أجلها.
ويشير أبو ريدة إلى أنه تم ابتكار الجهاز وتصنيع نسخته الأولى بإمكانيات وأدوات بسيطة، مؤكدا أن دعم المشروع ماديا من الجهات المختصة سيحقق له انتشارا أكبر، وستعم فائدته على الكثير ممن يحتاجونه من أصحاب الإعاقات البصرية والأميين.
ويوضح أنه وزملاءه الطلاب التقوا أكثر من شخص كفيف في غزة وعرضوا عليه الجهاز، وجميعهم أعجبوا به وبأدائه، وأعربوا عن أملهم في أن يمتلكوه قريبا.
ويمكن للمستخدم أن يحمل هذا الجهاز ويستخدمه بسهولة لكونه صغير الحجم بسيط البرمجة، ويطمح الطلاب الفلسطينيون لأن يكون جهازهم في المستقبل أصغر حجما.
يوسف السنوار: تخطينا العقبات التي واجهتنا وأنتجنا الجهاز (الجزيرة نت)
الحصار الإسرائيلي
وعن الصعوبات التي واجهتهم، يقول الطالب يوسف السنوار (23 عاما) إن عدم توافر القطع الإلكترونية المستخدمة في تصنيع الجهاز بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة للعام الثامن، كان إحدى العقبات الرئيسية التي عطلت إنجاز المشروع بسرعة، "ولكننا تغلبنا عليها بإحضار هذه القطع من خارج القطاع بصعوبة بالغة".
ويضيف السنوار في حديث لمراسل الجزيرة نت أنه "لإنجاز المشروع كان علينا تعلم لغة برمجة معينة وصعبة، وقد خططنا لتعلمها خلال فترة الصيف، لكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع حالت دون ذلك مما أدى لتأخير إطلاق المشروع عدة أشهر".
واستدرك أن إصرار فريقه وتحديهم للصعوبات بإرادة قوية ساعدهم على إنجاز هذا المشروع الذي بدؤوه بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية.
وتمكن خريجو كلية الهندسة الأربعة من إضافة خاصية للجهاز وهي ترجمة النصوص من اللغة الإنجليزية إلى العربية وبالعكس، وقراءة النص صوتيا أيضا.
ويقول الطالب أنيس الريس إنه وزملاءه الطلاب يأملون في أن يتمكنوا خلال الفترة القريبة القادمة من العمل على إنجاز وتطوير جهاز قارئ النصوص وتطوير شكله وزيادة كفاءته، من خلال زيادة سرعة استجابته.
ويطمح الطلبة لزيادة اللغات المستخدمة في قراءة النصوص والترجمة لتشمل لغات أخرى غير اللغة العربية والإنجليزية.
- المرفقات
- 441.jpg
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (44 Ko) عدد مرات التنزيل 1