مخترع "الخرسانة المدرعة" يعد بحل أزمة السكن في الجزائر خلال سنة
قال إنها تقاوم الزلازل بشدة 10 درجات
يقترح المهندس في الميكانيك هوام نورالدين، وصديقه الدكتور شريف سوامي، نوعا جديدا من الخرسانة لبناء السكنات والأبراج العالية سماها "الخرسانة المدرعة" أكد انه تقاوم الزلازل بدرجة 10 على سلم ريشتر، وأنها غير مكلفة وتقتصد 65 بالمائة من كلفة الشقة وتوفر سرعة خارقة في الانجاز لا تزيد عن 3 أشهر لإقامة عمارة من 10 طوابق
عرض المخترعان انجازهما فيما يتعلق باكتشاف المادة الأساسية التي تدخل في صناعة السكنات وتشييد المباني والهياكل الفنية، فالدكتور سوامي شريف قال انه حامل لشهادة دكتوراه في علم الروبوتيك "الذكاء الاصطناعي" من جامعة بريطانية وزميله الذي يحسن العربية تخرج من جامعة دمشق السورية بشهادة مهندس في الميكانيك• وعن الاختراع الجديد الذي يضاف الى اختراعات المهندس نورالدين الذي قال إنها بلغت 18اختراعا، يتعلق بخرسانة جديدة أطلق عليها تسمية الخرسانة المدرعة، تتكون من نفس مكونات الخرسانة المسلحة العادية التي تدخل في صناعة المباني والمنازل وهي حديد زائد اسمنت، إلا أن التقنية الجديدة - يقول المخترع - أن الحديد فيها يحمي الخرسانة وليس الخرسانة هي التي تحمي الحديد كما هو معروف بالنسبة للخرسانة المسلحة، وهو السر - يقول المهندس - الذي يجعلها تقاوم الزلازل شديدة المفعول حتى لو بلغت 10 درجات على سلم ريشتر، كما ينقص وزن السكن الى اكثر من الثلثين ويزيد من سرعة الانجاز ب 65 بالمائة ويضيف قائلا "ان الحديد هو الذي ينتج الذبذبات وموجات سريعة ويمررها وهو من يزيد من قوة الخرسانة، علما أن سرعة الموجة الزلزالية في الحديد هي 5200 متر في الثانية بينما في الخرسانة تبلغ 2700 الى 3 الاف متر في الثانية وهو ما يجعل يقول ذات المتحدث الخرسانة المدرعة أكثر قوة من الخرسانة المسلحة الأولى ترفع ثقل 250 كلغ في السنتيمتر المربع بينما الثانية تصل قدرتها في حمل 2400 كغ في نفس الحجم • وعن مميزات البناء الذي يتم بالخرسانة المدرعة قال السيد هوام ان البناء يصبح غير قابل للتكسير ولو تم استعمال قنابل داخلها وأكد أن الحيطان لا تنهار بل يحصل لها نفس الشيء بالنسبة لزجاج السيارات عندما يصاب بصدمة دون إلحاق الأذى• وأضاف أن الأغراض من أجهزة منزلية لن تصاب بأذى ولن تلحقها أضرار بفعل زلزال أو تفجير، كما حرص على شرح عملية مقاومة المسكن للعوامل الطبيعية حيث قال إن الزلزال أو الانفجار يولد طاقة ضوئية وطاقة مغناطيسية وعوض أن تصدم الطاقة المذكورة بالحائط وتسبب انهياره كما يحصل مع البنايات المشيدة بالخرسانة المسلحة فان الوضع بالنسبة للبنايات المنجزة بالخرسانة المدرعة تتوزع الموجات الارتدادية بانتظام على الأسوار وكل أجزاء البناية وهو ما لا يسبب انهيارها• وعن عدم استعمال الدول الأخرى المتطورة في مجال البناء للتقنية المذكورة قال المهندس إن العالم يتبع طريقتين للبناء، الأولى أمريكية والثانية يابانية والاختلاف في التقنية المقترحة من طرف الجزائري والتقنية الأجنبية الأخرى، قال المهندس المخترع "إن تقنيتنا تحرك الموجات الزلزالية عبر مسار بطريقة ميكانيكية وقال انه لهدم منزل من طابق واحد مشيد بالخرسانة المدرعة يجب توفر قوة بوزن 38 ألف طن أي ما يعادل 200 جرافة"، وفي هذا السياق اقترح استعمال التقنية المذكورة لتشييد منازل للفلسطينيين حتى لا تلحقهم الجرافات الإسرائيلية• ولتأكيد تجربتهما قام المخترعان بانجاز نموذج لمنزل بالخرسانة المدرعة بمنطقة أولاد موسى بولاية بومرداس، عبارة عن منزل من طابق واحد هو في طور الانجاز حيث دعوا كل المواطنين والمختصين لاكتشاف اختراعهما عن قرب يوم 5 سبتمبر والتأكد من الاختراع• وفي هذا السياق دعا المخترعان السلطات الى الاهتمام بعرضهما وتقديم تقييم وفتح الاختراع للمناقشة وإبداء أراء المختصين، وعن المنزل "النموذج" قال المهندس انه يحتوي على عوازل حرارية وصوتية وأن تكلفة البناء تقل بنسبة تتراوح بين 35 بالمائة و50 بالمائة، وعليه اقترح المخترع على الدولة إتباع الطريقة المذكورة في عملية انجاز السكنات للتقليل من تكلفتها خصوصا بعد الغلاء الفاحش لانجاز شقة واحدة في الجزائر - يقول نفس الشخص-• وعن رأي السلطات المعنية في انجازه وما مدى مطابقته معايير البناء، قال إنني التقيت وزير السكن السابق وأبلغته اختراعي الجديد وقال إنني عملت بتوجيهاته وهي أن أنجز نموذجا لانجازي واقترحه وانتظر الرد من طرف السلطات
الخرسانة المدرعة تجد لها طريق التجسيد
تكللت مجهودات العالم الجزائري نورالدين هوام صاحب الاختراعات العديدة آخرها اختراعه الشهير للخرسانة المدرعة التي ستحدث - حسب الملاحظين - ثورة في مجال البناء على براءة الاختراع العالمية، منحتها له مؤخرا المنظمة العالمية لحماية الملكية الصناعية في جنيف. وقد أبدى المخترع هوام لـ''الحوار'' تفاؤله بهذا الاعتراف العالمي بإنجازاته ومجهوداته العلمية، وذلك ما سمح له بإبرام عقد شراكة مع شركة ج. ب. ب. س وهي شركة مختلطة جزائرية فرنسية تقتضي إنجاز 100 سكن في اليوم الواحد.
وحسب هوام فإن هذا المشروع الذي استغرق اعداده سنتين كاملتين من الدراسات والبحوث المكثفة، قامت بها فرقة عمل تحت اشرافه من شانه التخفيف من أزمة السكن التي تعاني منها الجزائر، كما انه سيمكن اصحاب الدخل المتوسط وكذا اصحاب الدخل المرتفع من امتلاك سكن بالمواصفات والمرافق المطلوبة. ويعد مشروع '' بشرى'' فعلا بشرى لمن يرغب في التحصل على سكن عصري متين قوامه الخرسانة المدرعة وايضا لمن يريد امتلاك منزل فخم يتوفر على مرافق واكسسوارات الراحة والرفاهية، منها مسبح عائلي قابل للاستعمال على مدار السنة بتكلفة مغرية ووقت وجيز. وقد عنيت مجموعة الخرسانة المدرعة في مشروعها هذا بدراسة الجانب البسيكولوجي والاجتماعي والبيئي لإنجاز 100 شقة يوميا بمواصفات جمالية عمرانية عصرية وهندسة جديدة وطريقة بناء غير قابلة للانهيار في حال حدوث هزات ارضية، علما بان تكلفة المنزل الواحد تنطلق من 1 مليون دج ولا تتعدى مدة انجازه الاربعين يوما على الاكثر. ويرى رئيس مجموعة '' بشرى'' السيد هوام ان هذه الانطلاقة الفعلية لتجسيد مثل هذا المشروع الحضاري الذي سيساهم في تطوير وترقية النسيج العمراني سواء على مستوى الجزائر او خارجها، هو دليل على فعالية اختراع الخرسانة المدرعة وعلى الثقة العلمية والتقنية التي حازعليها نور الدين هوام رئيس الاتحاد الوطني للمخترعين والمبدعين الجزائريين وفريقه، أهمية لدى المنظمة العالمية لحماية الملكية الصناعيه. ما جعله يحظى بثقة الشركة الفرنسية '' زيناك '' التي تم التعاقد معها، علما بانها تعد من اعرق الشركات العالمية المتخصصة في بناء اكبر الفنادق والفضاءات الراقية والفيللات الفخمة. ولا يمكننا الا ان نهنئ ونفخر بمثل هكذا إنجازات ونحيي مثل هذه الروح المثابرة والمصرة على النجاح وعلى تقديم حلول للمشاكل والأزمات التي تثقل كاهل الجزائري سيما منها أزمة السكن