اذا وجدت اعلان مخالف فضلا اضغط هنا
مفكرة الاسلام: تنظر محكمة ألمانية الجمعة القادم دعوى تطالب بالكشف عن تكاليف فاتورة غداء قد تكون "الأغلى على مر العصور"، حين حل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ومعه الآلاف من حراسه ضيفًا على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتناولوا خنزيرًا بريًا مشويًا على شواطئ البلطيق.
وتعود الواقعة إلى عام 2006 عندما قضى بوش ثلاثة أيام برفقة ميركل في شمال ألمانيا، قبل توجهه إلى روسيا لحضور اجتماع لمجموعة الدول الصناعية الثمانية، حيث أرادت المستشارة الألمانية أن تريه جمال المقاطعة التي ولدت فيها ودعوته لتناول لأكل الخنزير البري المشوي، الأكلة الشهيرة في قريتها.
وذكرت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، أن أكثر من 12 ألف رجل أمن كانوا برفقة بوش خلال تلك الرحلة، وبعد أربع سنوات من الزيارة، أقام مواطن ألماني دعوى للمطالبة بالكشف عن تكاليفها وتفاصيلها، تطبيقًا لقانون حرية الاطلاع على المعلومات المعمول به في ألمانيا، وستنظرها المحكمة يوم الجمعة.
وكانت وزارة الداخلية في ولاية ميكلنبرج-غرب بوميرانيا أعلنت في عامي 2007 و2008، أن إجمالي تكلفة زيارة بوش بلغت 11 مليون دولار، بناء على طلب تقدم به الحزب الوطني الديمقراطي.
غير أن هناك تقديرات تفيد بتكاليف إضافية للزيارة تقدر بـ 7 ملايين دولار تكفلت بها ولايات ألمانية أخرى كان عليها أن ترسل تعزيزات شرطية للمشاركة في تأمين الحماية للرئيس الأمريكي آنذاك.
و الولاية المضيفة في ألمانيا هي عادة من يتكفل بكافة تكاليف الزيارة، لكن بما أن ميركل كانت قد دعت بوش بمبادرة شخصية ونظرًا لأن ولاية ميكلنبيرح-غرب يوميرينيا من أفقر الولايات في المنطقة، كان لا بد من مساهمة ولايات أخرى في تغطية نفقات الرحلة.
ويقول رافع الدعوى هو سجين يبلغ من العمر 39 عامًا من جنوب ألمانيا يمضي حكمًا في قضية سرقة بنك، إنه تطبيقا لقانون حرية الاطلاع على المعلومات يحق له كمواطن ألماني أن يطلع على تكاليف تلك الزيارة.
وأبد محاميه تفاؤلاً في أن موكله سيكسب القضية، وقال المحامي ستيفان شولتز: "القانون صاحب اليد الطولى، ولا تستطيع الحكومة أن ترفض الكشف عن المعلومات إلاّ إذا كانت تشكل خطرًا على الدولة أو على طرف ثالث".
ويحظى رافع الدعوى في طلبه بتأييد مفوض المعلومات في الولاية الألمانية كارستن نيومان، والذي صرح للصحفيين بأن السلطات رفضت الكشف عن المعلومات حرصًا على عدم الكشف عن عدد رجال الأمن الذين استحضروا من ولايات أخرى للمشاركة في تأمين الحماية للضيف، وتركوا واجبهم في ولاياتهم. ووصف حجب المعلومات بأنه "طريقة فاشية في التفكير".