ahmed
عدد المساهمات : 142 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: أكبر التحديات الخارجية أمام أوباما المحاصر في الداخل الأحد مارس 03, 2013 4:15 am | |
| لا شك في ان اضطرار الرئيس باراك اوباما الى تطبيق الاقتطاعات الآلية في الميزانية الاميركية سيكون له تاثير دراماتيكي، ليس على فئات واسعة من الشعب الاميركي فقط، بل ايضا على الحراك الاميركي متعدد الاوجه في الخارج.
الرئيس الاميركي كان يتوقع، منذ ادائه قسم اليمين لولاية ثانية، ان يعرقل الجمهوريون برنامجه الانقاذي الذي يشمل فرض ضرائب اضافية على كبار المتمولين. ومع اضطراره لتوقيع مرسوم الاقتطاعات المالية، فقد حمل خصومه الجمهوريين مسؤولية التسبب بانتكاسة محتملة لاول اقتصاد في العالم.
«لست دكتاتورا. انا رئيس»، قالها اوباما والمرارة بادية على وجهه.
الخبراء يؤكدون ان مصالح الملايين من عائلات الطبقة الفقيرة والوسطى ستدفع الثمن. لكن تحذيرات وزير الدفاع الجديد تشاك هاغل من تداعيات تلقائية على قدرات وزارة الدفاع، يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ازاء ضخامة المهام الدفاعية والاستراتيجية المطروحة امام الولايات المتحدة.
هاغل قالها بصراحة: هذه الاجواء المضطربة تهدد قدرتنا على القيام بكل مهماتنا بشكل فاعل.
والمعروف ان وزير الدفاع الجديد كان قد تعرض لانتقادات حادة من الحزب الجمهوري، نظرا إلى مواقفه السابقة من عدة ملفات، كما هاجمته اسرائيل لمجرد انه طالبها بالتخفيف من مطامعها التوسعية.
الجمهوريون كانوا دائما يصرون على عدم تخفيض موازنات وزارة الدفاع..وكانوا قد انتقدوا خطة اوباما للانسحاب العسكري شبه الكامل من افغانستان منتصف العام 2014 (مع ان هذا يوفر مبالغ طائلة للخزينة الاميركية)، وفي الوقت نفسه يصرون على القيام بتخفيضات هائلة في الانفاق الداخلي على الضمانات الصحية والاجتماعية،
كل شيء يقبل به الحزب الجمهوري باستثناء اي زيادة للضرائب على كبار الاغنياء. والولاية الثانية للرئيس اوباما ستكون مشحونة بالسجالات المعقدة داخل مجلسي الكونغرس..ولكن، ماذا لو عادت الازمة المالية في حد ذاتها لتضرب اوروبا (واميركا بالتالي) في الصميم؟
وعلى الصعيدين السياسي والاستراتيجي، ماذا لو تفاقمت الاوضاع في انحاء من افريقيا، واضطر البنتاغون الى ارسال قوات اميركية كثيفة العدد، او الى تزويد الفرنسيين وغيرهم باحدث المعدات والتجهيزات اللوجسيتة وغيرها؟
وماذا لو اضطرت واشنطن لتقديم دعم مالي وتقني، و«شبه عسكري» على نطاق واسع للمعارضة السورية المسلحة، او لزيادة المساعدات لمصر ودول اخرى تتدهور اوضاعها الاقتصادية لاكثر من سبب؟
كلها مهام اضافية قد تثقل كاهل الموازنة الاميركية والمخصصات الخارجية..ولا ندري ما اذا كان اوباما سيعرف كيف يخفف من اعتراضات خصومه الجمهوريين، ومن اثبات قدرته على التصرف ليس كدكتاتور بالطبع، وانما كرئيس للدولة الكبرى التي اكد في احتفال القسم الدستوري، انها سوف تفي بمسؤولياتها مهما تكن المصاعب.
د. نبيل حاوي | |
|