شبكة النبأ: لربما يكون الخلاص المانياً في القرن القادم ويكون الدمار المتوقع في البيئة الارضية قد انزاح بفضل المسعى الحميد ومستقبل الطاقة الشمسية النامي بصورة مطردة في الدولة الالمانية وشركات تصنيع الطاقة المجانية فيها، فهل تقف المصالح الاخرى حجر عثرة في هذا السبيل ام انها تفسح المجال لهذا الخلاص؟؟، سؤال يحتمل الاجابة عليه في كلا الاحتمالين بالإيجاب وتلك مفارقة المفاهيم التي تستند على رأس المال والسوق الحرة فربما تقشر الشجرة الكبيرة لإستخراج عود ثقاب واحد!!.
رئيس شركة لتصنيع الخلايا الشمسية في العالم، هو رئيس تنفيذي غير عادي من الجنسية الألمانية. وهذا الرجل البالغ من العمر 46 عاماً ليس رئيساً تنفيذياً ألمانياً، ولكنه واحد من رجال الأعمال البريطانيين القلائل، الذي يدير شركة ألمانية مشهورة.
إنه يعتبر واحداً من مجتمع الأعمال المحتشم في ألمانيا بطرق أخرى، ذلك أن له أسلوباً غير رسمي يحافظ عليه كما لو كانت شركته التي تساوي الملايين، لا تزال شركة مبتدئة: فمثلاً، نادراً ما يرتدي الياقة- ليس حتى من أجل مديري البنوك كما يقول. بحسب رويترز.
كما أنه يدخن في العلن، ويحضر طفاية السجائر الخاصة به حين يستقبل الضيوف ويحييهم- وهذه حركة شجاعة ولكنها غير صائبة من الناحية السياسية، بالنسبة لشخص يعمل في الصناعة البيئية، وفي بلد أخذ يقل فيه احتمال التدخين والتسامح بشأنه بشكل سريع.
إن ميلنر يستطيع أن يصنع علامته التجارية: فمنذ 2000 تحولت شركته من كونها مجرد فكرة أو أكثر قليلاً، إلى أكثر الشركات العاملة في الطاقة الشمسية نجاحاً في ألمانيا.
وعن أرقام نمو هذه الشركة فحدث ولا حرج، فقد ارتفعت مبيعاتها من الخلايا الشمسية التي تبيعها في شتى أنحاء العالم، للشركات التي تعمل في صناعة الألواح الشمسية، من 129 مليون يورو في 2004 إلى 577 مليوناً (830 مليون دولار، 411 مليون جنيه استرليني) في الشهور التسعة الأولى من هذا العام، وتتوقع الشركة أن تصل إيراداتها 1.2 مليار يورو في 2008. لقد ازدادت طاقتها الإنتاجية من 440 ميغاوت في هذه السنة حتى أيلول (سبتمبر) الماضي، مقارنة مع 312 ميغاواط في الفترة نفسها من العام الماضي، ويعمل لدى شركة كيو سيلز (كيو اختصار كواليتي= جودة) الآن، 1700 موظف مقارنة بـ 480 في 2004.
وخارج نطاق الأرقام، فإن قصة ميلنر وتجربته في هذه الشركة تصلح لأن تكون حالة تدرس، من حيث كيفية إدارة شركة تعمل في صناعة تتوسع بسرعة، وفي الوقت نفسه تضع أهدافاً استراتيجية خاصة بمراحل النمو التالية.
عمل ميلنر في السابق مهندساً لدى شركة شيل ومستشاراً للإدارة في شركة ماكنزي، وقد اعتمد على مهاراته في هذين المجالين في شركة كيو سيلز، رغم أنه في البداية لم يكن لديه فهم كبير للطاقة الشمسية، يقول: حينما بدأنا، لم أكن قادراً حتى على تهجئة كلمة Photovoltaic (فولطية الخلايا الشمسية) في إشارة منه إلى عملية جمع الطاقة الشمسية في خلايا.
كان الدور الذي لعبه ميلنر في البداية، وضع خطة عمل لمجموعة صغيرة من العلماء الذين استشرفوا في عقد التسعينيات أنه ستكون هناك سوق قوية للخلايا الشمسية في ألمانيا، وجاء ذلك في وقت كانت فيه حكومة المشاركة بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر، تشجع مشاريع الطاقة المتجددة.
استمر هذا الالتزام السياسي تحت حكم المستشارة أنجيلا ميركل، عبر سن قوانين تقدم حوافز مالية لتوليد الطاقة الشمسية، جعلت من ألمانيا إحدى أكبر أسواق هذه التقنية في العالم.
ويعترف ميلنر بأنه بدون محفزات السوق هذه، لم يكن ليحدث شيء في هذه الصناعة، ولكنه ينتقد خطط الحكومة التي تم وضع اللمسات النهائية عليها في كانون الأول (ديسمبر) الجاري، والتي تقضي بإجراء خفض كبير على الدعم المالي لهذه الصناعة، اعتباراً من 2009 فصاعدا،ً مجادلاً بأنه رغم الأرباح الكبيرة التي تحققها هذه الصناعة، فإن خفض الدعم يمكن أن يشكل خطراً على نموها.
ميلنر والعلماء العاملون معه محور شركة كيو سيلز في تموز (يوليو)2001، بنوا أول خلية في المكان الذي ما زال هو قاعدة الشركة- وهو موقع لحقل أخضر في بلدة ثالهايم بالقرب من مدينة بترفيلد الواقعة شرق ألمانيا، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت خطوط الإنتاج الخمسة العائدة للشركة اساس وادي الطاقة الشمسية وهو تجمع لتسع شركات بعضها مملوك بصورة جزئية لشركة كيو سيلز، اشترت الشركة أيضاً حصص في عدة شركات أجنبية، وهي تصدر 60 في المائة من انتاجها إلى الخارج.
على أن عملية التوسع لم تنته فهو يقول: في الحقيقة، إننا نسخِّن فقط، دون أن يكون هناك تلاعب لفظي، ويقول بلكنة مدينة شيفيلد الناعمة إن هدفه في المدى البعيد، يتمثل في جعل الطاقة الشمسية رخيصة لدرجة تستطيع معها منافسة كهرباء الشبكة العادية، دون انتظار محفزات من الحكومة.
يشار إلى أن ميلنر تغلب على مصاعب عدة حتى استطاع بلوغ هذه المرحلة، كانت المشكلة الأولى تتعلق بالتمويل في بدايات عمل الشركة، أي قبل إدراج أسهمها للتداول في البورصة في 2005. ومد العديد من صناديق رأس المال المغامر يد المساعدة للشركة، ولكن كانت هناك صعوبة في إقناع البنوك الألمانية المحافظة بتقديم الدعم لها، خاصة لأن فهم صناعة الطاقة الشمسية ظل محدوداً حتى عهد قريب.
وتمثلت المشكة الثانية في الصعوبة الكبيرة في إدارة التوسع الكبير في عمل الشركة أحياناً. ويتذكر ميلنر حين كان يساعد الموظفين في إصلاح ماكينات الانتاج في المرحلة الأولى، ولكن أولويته أخيرا تمثلت في إيجاد هياكل إدارية جديدة، لتدير احتياجات الشركة على صعيد الإنتاج والموظفين والتكنولوجيا.
وفي هذا السياق يقول إن القرار الخاص باختيار بلدة ثالهايم البعيدة عن المراكز الصناعية، وعن المدن في ألمانيا كان قراراً صائباً، ذلك أنه في زمن ألمانيا الشرقية، كانت المنطقة مركزاً للصناعات الكيماوية وإنتاج الأفلام، الأمر الذي جعلها توفر للشركة قاعدة مهمة من المهارات.
أصبح توظيف الكوادر المناسبة لبعض الأعمال مشكلة، خاصة المهندسين منهم والعلماء وكبار المديرين، كما يقول ميلنر، رغم أنه يجادل بأن ذلك كان مشكلة عامة، عانت منها معظم الشركات العاملة في هذا القطاع الآخذ بالتوسع.
ثالثاً، كان يتعين على الشركة أن تضع استراتيجيات لتوسعة حقيبة أنشطتها عبر استكشاف التقنيات لاستخدامها في الخلايا الشمسية، وإيجاد الطرق الكفيلة بخفض التكاليف، لمواجهة سيل الصادرات الصينية من الخلايا الشمسية الرخيصة.
سوف تستثمر شركة كيو سيلز 400 مليون دولار في التكنولوجيا سنوياً في السنتين المقبلتين، وذلك، على سبيل المثال، لتطوير خلايا شمسية رقيقة تقل كمية السيليكون فيها عن الخلايا التقليدية.
وقعت الشركة عقوداً طويلة المدى مع شركات توريد السيليكون، وتمتد هذه العقود حتى 2018، وهي تهدف للتغلب على نقص المواد الخام الذي واجهتها في الآونة الأخيرة، ويقول ميلنر بإن الشركة سوف تعلن قريباً عن خطط لإقامة مصنع كبير خارج أوروبا للاستفادة من التكاليف الأقل والترتيبات الضريبية المختلفة، ولكنه رفض إعطاء مزيد من التفاصيل.
ويقول المطلعون على بواطن هذه الصناعة إن ميلنر مشهور بأنه، رجل أعمال ذكي ومهني قاد شركته ليكون لها مركز قوي في السوق، ويؤكد الرئيس التنفيذي نفسه بأن هذه الصناعة يمكن أن تسهم في،الحفاظ على كوكبنا.
ورغم أن التزامه تجاه قضايا البيئة يبدو حقيقياً، فإنه يعطي أولوية لدفع العمل، وهذا شيء يرجع إلى الوقت الذي عمل فيه مستشاراً للإدارة، ويتجلى ذلك بشكل خاص حين يتحدث عن التحديات المبهجة، للانتقال بالشركة من مرحلة إلى أخرى.
وعن العمل بدون اتحادات مهنية أو رسميات مجالس العمل، يمكن سؤال أنتون ميلنر عما إذا كان أسلوبه الإداري يتأثر بخلفيته البريطانية، وسنحصل على جواب مثير يقول: إن قيم شركتنا كثيرة التنوع، إنها قيم بيئية، ولكن لدينا أيضاً قيم انجلوساكسونية وألمانية ورأسمالية واشتراكية.
إن هذا الأسلوب الانتقائي يترجم على أرض المصنع بنهج يعطي الأولوية لإشراك الموظفين، ولكنه يرفض بقوة دور الاتحادات المهنية ومجالس العمل- وهما ركنان من أركان ثقافة الشركات السائدة في ألمانيا.
ذلك أنه يتم تشجيع الموظفين على أن يعملوا مع الشركة من خلال برامج العمل الجماعي، على تحديد أنظمة المكافآت التي تنطبق حتى على أقل عمال الإنتاج مستوى، ومن خلال برنامج لملكية الأسهم، جعل كثيراً من الموظفين أغنياء جداً كما يقول ميلنر.
إضافة إلى شركة كيو سيلز، استقطب شرق ألمانيا شركات أخرى تعمل في الخلايا الشمسية، ويرجع ذلك لأسباب منها أن الأجور هناك أقل مما هي في غرب ألمانيا، ويستدل على ذلك من أن الاتحادات المهنية في شرق ألمانيا، نظمت حملة في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل في صناعة الطاقة الشمسية.
وعلى هذا الصعيد، يقول ميلنر إن شركته توفر ظروف عمل جذابة، ويرد اليها 3000 طلب في الشهر من الباحثين عن وظائف. ويضيف بأنه لا داعي لوجود مجلس للعمل يمثل الموظفين، لأن بإمكان الموظفين إثارة قضاياهم ومناقشتها مع الإدارة: إن الرسميات (كمجالس العمل) تقف عقبة في طريق التقدم.
الأموال تهبط من السماء في المانيا
أبي حذرني من أن، الاشجار لا تثمر نقودا.. وكان محقا في ذلك بالطبع. لكنني اكتشفت ان النقود يمكن ان تهبط من السماء اذا كان لديك المعدات للإمساك بها.
في عصر الاحتباس الحراري وارتفاع اسعار الوقود الحفري وتضاؤل الموارد الطبيعية علمت انه في المانيا وفي عدد متزايد من الدول يمكن ان تمنحك الطاقة الشمسية أكثر من مجرد الاحساس بعمل شيء من أجل البيئة.. انها يمكن ان تمنحك تدفقا مستمرا من الدخل.
سقف المنزل تحول الى صراف الي للنقود بفضل الرسوم التي فرضتها الدولة وتلزم شركات المرافق بأن تدفع لكل من يقوم بتركيب نظام لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية مبلغا يزيد على مثلي اسعار السوق.
وترقد الالواح السوداء البالغ عددها 34 وابعادها متر في متر ونصف المتر على السطح المنحدر للسقف وهي تحصد بهدوء طاقة تكفي احتياجات منزلين وتدر دخلا سنويا يبلغ نحو 3600 يورو (5300 دولار).
بمعنى اخر .. في كل يوم يهبط ما قيمته نحو 10 يورو (15 دولارا) من الشمس (أو حتى ضوء النهار) على السقف ويتحول الى كهرباء من خلال عجائب الخلايا الكهروضوئية (توليد الكهرباء بالضوء).
والمرافق المحلية مطالبة قانونا بالشراء مني بسعر ثابت يبلغ 49 سنتا لكل كيلووات وهو دخل مضمون لمدة 20 عاما.
وتمر كل امدادات الكهرباء المولدة من السقف عبر عداد الى الشبكة بمعدل مرتفع وتعود الكهرباء المستخدمة من خلال عداد اخر في الطابق السفلي بسعر السوق وهو 20 سنتا لكل كيلووات.
ويحصل صديق في لندن قام بتركيب جهاز الطاقة الشمسية على سطح منزله على سعر السوق عند 9 بنسات (13 سنتا) لكل كيلووات يغذي به الشبكة ويدفع 12 بنسا (17 سنتا) عن كل كيلووات يستخدمه من الشبكة.
وما يضايقه هو ان بريطانيا من الدول القلائل التي ليس بها نظام رسوم لتشجيع الاستثمار الخاص في التكنولوجيا الخضراء، وهو يعرف انه في المدى البعيد سيكون لما فعله عائده لانه اضاف قيمة الى منزله وأنقذه من ارتفاع الاسعار الذي تفرضه شركات الكهرباء.
غير انه يجب الا يشعر أحد بأي شفقة على شركات المرافق التي تدفع رسوما أعلى لانها تنقل التكاليف (التي تبلغ نحو مليار يورو سنويا في المانيا) الى زبائنها.
وهكذا فان الذين ليس لديهم الواح شمسية يدعمون الذين لديهم هذه الالواح، ولست واثقا ان كان هذا ينطوي على عدل.. لكنه القانون.
وتبنت نحو 47 دولة من بينها اسبانيا واليونان والبرتغال وفرنسا وايطاليا قوانين صيغت على نمط (قانون الطاقة المتجددة) الذي صدر في المانيا عام 2000 .
وربما لم يكن الحل السحري الذي يتطلع اليه العالم لحل مشكلة تغير المناخ لكن وفرة الطاقة الشمسية يعني ان الخلايا الكهروضوئية تعطي نتائج سريعة في خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
ويوجد في المانيا الان أكثر من 300 الف جهاز لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ويتوقع ان يرتفع هذا العدد الى ثلاثة امثاله بحلول عام 2013 . وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير انه سيضع نظاما لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية فوق سطح منزله.
ورغم ان المانيا تغطيها الغيوم في الغالب الا ان قانون الطاقة المتجددة ساعد هذا البلد الذي يقع في شمال اوروبا على ان يصبح البلد الرائد في العالم في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والتخلص من عشرة ملايين طن من ثاني اكسيد الكربون كل عام.
وتحقق بعض المزارع في المانيا مزيدا من الدخل ببيع الكهرباء التي تجمعها من الالواح الشمسية أكثر من الدخل الذي تحققه من المحاصيل أو من الماشية. وتحصل المانيا على ثلاثة في المئة من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وبلغ اجمالي الكهرباء التي تم الحصول عليها من الطاقة الشمسية في انحاء العالم 6000 جيجاوات (أكثر من 3000 جيجاوات من المانيا) في نهاية عام 2006 ومن المتوقع ان ترتفع الى 9000 جيجاوات هذا العام.
وفي المانيا يتوقع البعض توليد 100 الف جيجاوات من الطاقة الشمسية خلال عشر سنوات.