مصطفى الهوساوي:: خاص بالقادسية لقد دأبت طوائف الشيعة على التشكّي والتظلّم , ورفع دعاوى المظلومية في بلاد المسلمين , كما دأبت على أن تبهت المسلمين بأبشع التهم وأقذع الأوصاف ظلماً وعدواناً , فليس من بلدٍ إسلاميٍّ يوجد به أقلّيةٌ شيعيةٌ إلا وتجد هذه الأقلية الشيعيّة تتظاهر وتولول وتنوح وتبكي , غير راضية بالحال التي هي فيها , وزاعمةً أنّها مظلومةٌ ومضطهدةٌ , ومحرومةٌ من حقوقها ومن إقامة شعائر دينها . هكذا ظلّ الشيعة يفعلون في بلاد المسلمين منذ أن وجدوا في جسد هذه الأمة , مع أننا لا نراهم يفعلون ذلك عندما يكونون في بلاد الكفار , بل يظلّون مسالمين موادعين راضين عن كل شيءٍ منهم , حتى إذا كانوا في بلاد المسلمين ظهرت الفتن والقلاقل بتحرشاتهم ومناوشاتهم , وبدأوا يتحزبون فيها ويجيّشون أتباعهم لمشاغبة حكوماتها , وهم في ذلك يستقوون عليها بالخارج , ويعرضون على الأعداء عمالتهم وخدماتهم , ويستعدونهم لضرب المسلمين واحتلال بلادهم . لا أدلّ على أنّ الشيعة يتمتّعون بوافر حقوقهم بين أهل السنّة من حرصهم الشديد على الكينونة بينهم واستيطان بلادهم , إذ إنّهم لو كانوا مضطهدين ومظلومين بينهم كما يزعمون , لما حرصوا على أن يبقوا بينهم ويتوافدوا إليهم زرافاتٍ ووحداناً من كلّ حدبٍ وصوب , ولكنّهم كانوا أعلم الناس بحسن عشرة أهل السنة وطيب جوارهم وكثرة تسامحهم , وكانوا أكثر المستفيدين من ذلك كلّه من بين سائر الطوائف , وهم إنّما يلجأون إلى الجحد والإكثار من التّشكّي ورفع دعاوى المظلومية لكي يحرجوا الحكومات الإسلاميّة , ويرغموها على تقديم تنازلاتٍ سياسيّة لهم , يستطيعون من خلالها الوصول إلى مفاصل الدولة , ثم السيطرة على البلاد وتسخير مقدراتها وإمكاناتها لصالح مشروعهم الدمويّ , كما هو حاصلٌ في لبنان والبحرين واليمن وغيرها. لو أنّ أهل السنة أخذوا الشيعة بالحزم والصرامة وعاملوهم بالمثل , كما يعاملون هم أهل السنة في البلاد التي يحكمونها , لأقصر الشيعة من غلوائهم وشرورهم ومشاغباتهم , ولعرفوا مقدارهم وحجمهم بين الأكثرية السنية , بل لما حرص الشيعة على البقاء بين أهل السنة أوالتوافد إلى بلدانهم بهذه الكثرة . إنّ كلّ الوسائل القذرة متاحةٌ عند الشيعة في سبيل السيطرة على بلاد المسلمين , فالقوم ليس عندهم خطوطٌ حمراء في دينهم , ولا يتورعون عن ارتكاب الفظائع للوصول إلى مبتغاهم , وهم لا يلجأون إلى الوسائل السلميّة ما أمكنتهم الوسائل العسكرية , وكأنّي بهم يمشون في مشروعهم الاستيطاني على خطا اليهود التي استطاعوا بها أن يحتلّوا الأراضي الفلسطينيّة , فاليهود توافدوا على فلسطين في بادئ الأمركلاجئين , وشيئاً فشيئاً .. حتى تمكنوا من الاستيلاء على فلسطين وإقامة دولتهم فيها , ولا إخال الدول الغربية اليوم إلا تمهّد للشيعة كما مهّدتْ لليهود لاحتلال البلاد الإسلامية , وإلا فما معنى سكوت الدول الغربية عن كل جرائم الشيعة بالرغم من فظاعتها , وما معنى تسليمها العراق إلى الشيعة , وما معنى أنّه لا توجد جماعة شيعيّة واحدةٌ في قائمة الإرهاب . إنّ من أكبر الخطيئات التي ارتكبها المسلمون عبر التاريخ , أن أحسنوا الظنّ بالشيعة وتغاضوا عن وثنيّتهم وجرائمهم وسمحوا لهم بالتغلغل في بلدانهم , ثم تعاملوا معهم بحسن نيّةٍ على أنّهم مسلمون , والقومُ يحملون في قلوبهم غِلاً أسود على الإسلام والمسلمين لو صُبَّ على الأرض لأحرقها , ويتحيّنون الفُرَصَ السانحة للانقضاض على المسلمين , وأقرب الشواهد على ذلك ما حدث في العراق , حيث كان الشيعة حُملاناً وديعةً في أيام حكم الرئيس الراحل صدام حسين ـ رحمه الله ـ , فلما أفضى الأمر إليهم تحوّلوا إلى وحوش كاسرة وكشّروا عن أنيابهم , وظهروا على حقيقتهم التي كانوا يخفونها , فهجموا على أهل السنة لصوصاً وعصاباتٍ ومجرمين ومافيات , وعاثوا في الأرض فساداً وأهلكوا الحرث والنسل , وأعادوا العراق إلى العصر الحجري ودمّروا كلّ شيء فيه , حتى أصبح نصف العراقيين يرزحون تحت الفقر والعوز , ونصفهم الآخر ما بين شيعة منتفعين وأهل سنة متملّقين .. وغير ذلك من المصائب التي اجترّها الشيعة على العراق وأهله , نعم .. هكذا فعل الشيعة بالعراق وأهله , وهكذا سيفعلون بباقي الدول الإسلامية لو وجدوا إلى ذلك سبيلاً , فالطبيعة الشيعيّة ليست إلا للهدم والإفساد والخراب والدمار , وفي اعتقادي أنّ الأمة ما كانت لتضعف أمام أعدائها من اليهود والنصارى , وتعاني من الويلات والكوارث التي حلّت بها لولا مؤامرات الشيعة وخياناتهم , وها نحن قد بلونا الشيعة في مواطن كثيرة مراراً وتكراراً , وأكرمناهم مراراً وتكراراً , ثم لسنا نجد لهم مثلاً بعد كلّ ذلك إلا البراغيث التي تسكن الجسد وتتغذى عليه , ثم لا تلبث أن تلحق الضرر به وتنقل إليه العدوى . إنّ ما يجري اليوم في سوريا والعراق , من ذبح لأهل السنة وهتكٍ لأعراضهم , وتهجيرٍ لهم وتدمير لمنازلهم ومدنهم , ما هو إلا جزاءُ معاملتنا الحسنة للشيعة وتسامحنا معهم , فالمعاملة الحسنة تجد لها موقعاً ومحلاً إلا عند الشيعة , والإحسان يجازى بالإحسان إلا عند الشيعة , فهو يجازى بالإساءة والتمرد والجحود , وقد آن الأوانُ للمسلمين أن يتيقّظوا ويدركوا حقيقة الخطر المحدق بهم , ويعلموا أن وضع الندى في موضع السيف بالعلا مضرٌّ كوضع السيف في موضع الندى , والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين , وقد لدغ المسلمون كثيراً من هؤلاء القوم , ورموا بسهامهم كثيراً حتى تكسرت النصال على النصال , ولكي ندرك أبعاد الخطر الداهم ونقي أنفسنا منه ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا مأساة سوريا والعراق والأسباب التي أدّت إليها . اللهم احفظ بلاد المسلمين من كيد الشيعة ومؤامراتهم , وسدد حكام المسلمين للأخذ على أيديهم .
بقلم أبي بشرى مصطفى الهوساوي
26/7/1434هـــــ