ahmed
عدد المساهمات : 142 تاريخ التسجيل : 02/05/2010
| موضوع: أزمة المطالعة بين الوهم والحقيقة الإثنين يونيو 07, 2010 12:04 pm | |
| أزمة المطالعة بين الوهم والحقيقة
عبد الكريم الحشاش
رغم تعدد المراكز الثقافية ووفرة المكتبات العامة، وكثرة دور الطباعة والنشر، وما تصدره وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب من إصدارات مهمة، ومساهمة مجمع اللغة العربية بدمشق في التأليف والتحقيق لأمات الكتب، والصحف العامة التي تصدرها وزارة الإعلام، والخاصة، والمجلات المتخصصة، إلا أننا لانرى إقبالاً على القراءة والمطالعة، بل نحن في أزمة مطالعة حقيقية، يجب أن يدق ناقوس الخطر لتدارك الأمر، فقلما نرى أحد الناس اعتاد أن يتصفح الصحف اليومية مع قهوة الصباح، أو يطالع كتاباً في حافلة أو مقهى أو حديقة عامة، أو يخصص ساعة للمطالعة في الليل أوالنهار..
صور ومشاهد
وملّ أصحاب المكتبات من انتظار راغبي الكتاب ومشتريه، فتحولت كثير من المكتبات لبيع الفلافل أو العطور أو البن، أو كل غرض بعشر ليرات، وأشياء أخرى، ونرى شباناً في مقتبل العمر يجلسون على مقاعد المقاهي يدخنون النراجيل، أو يلعبون الورق والنرد، ونشاهد مقاهي النت تعج بالفتيان الذين ينهمكون في الألعاب الإلكترونية التي تسرق الوقت، وتجلب الخمول والكسل، أو يتابعون مباراة كرة قدم في مكان ما من العالم، ويتحمسون لهذا الفريق الأجنبي أو ذاك، وتدور النزاعات، وكان لوجود الكمبيوتر في المنزل الأثر الواضح في العزوف عن المطالعة، وكذا التلفزيون الذي يحوي محطات عديدة يقلبها المتلقي بجهاز التحكم وهو في فراشه دون تجشم عناء القيام لفتحه وإغلاقه وتقليب محطاته، ورغم أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن توفر مصادر رديفة للكتاب بما تزخر به من معلومات وأبحاث ومنتديات تواكب كل جديد في عالم المعرفة والعلوم والأدب في التخصصات كلها، إلا أننا نهتم بالقشور فقط، فكثيراً مانشاهد أحد الناس يلعب على جواله ألعاباً إلكترونية وهو في الحافلة أو الشارع، فيرهق عينيه، أو يضع السماعة في أذنيه ويظل طيلة الوقت يستمع إلى أغنية أو قطعة موسيقية، فيضني أذنيه، وانعكس إهمال الكتّاب والعزوف عن المطالعة اليوم على دور الطباعة والنشر، فأكثر مايطبع من الكتاب هذه الأيام 500 نسخة، وتظل مكدسة في دار النشر وعلى رفوف المكتبات برسم الأمانة لسنين أو شهور، حتى الكتّاب ندر مايشترون كتاباً للاستفادة منه كمرجع أو مصدر لما يكتبون من مقالات، بل يكتفون بزيارة مواقع البحث على النت أو يبحثون في الأقراص المدمجة على مافيها من أخطاء وهنات ومعلومات مشوشة، وهي تختلف طبعاً عن الكتاب المطبوع والمحقق، ومافي مطالعته من متعة وراحة وسهولة استخدام، ونحن بحاجة إلى تكاتف جهود الآباء في المنزل والمعلمين في المؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام والقيام بندوات مستمرة لتوجيه الناس والأخذ بيدهم إلى المطالعة، بل ينبغي الاهتمام بالفرد منذ نعومة أظفاره وتشجيعه وحثه على المطالعة بالقصص المسلية المحلاة بالرسوم التوضيحية، وترشيده للكتب النافعة التي تفيده وتعزز معارفه، وتغني ثقافته وتوسع مداركه، ياترى ماسر هذا العزوف عن القراءة؟ هل السر يكمن في نوعية الكتاب ومايحويه من فائدة لجذب القرّاء، أم في المؤلفين والكتاب الذين تتاح لهم فرص الكتابة والطباعة؟ أم في سعر الكتاب بالنسبة للمواطن العادي مقارنة بمتطلبات العيش الأخرى وماأكثرها، رغم أن الفقراء ومتوسطي الدخل هم أكثر رغبة في شراء واقتناء الكتاب، ومن المؤسف أن نجد أفراداً قلة لايتجاوز عددهم أصابع اليدين يحضرون أمسية شعرية أو ندوة ثقافية أو فكرية، وربما أتوا خجلاً من المحاضر أو هم من أفراد أسرته وذويه، مع أنها مجانية، ومن الضروري توفر معارض الكتب في الأحياء السكنية، لتمكين المواطنين من الوصول إليها بسهولة، علماً ان قلة القراءة مدعاة لانتشار الأمية في المجتمع.. | |
|